فيما فشلت الوساطة الفرنسية الأخيرة التي قام بها – وسط تكتم إعلامي – الموفد الرئاسي جان فرنسوا جيرو لحث اللبنانيين على التوصل لاتفاق يتيح فرصة التوافق على رئيس للبلاد، حمَّل حزب الوطنيين الأحرار كتلة 8 آذار وحزب الله، على وجه التحديد، مسؤولية فشل الوساطة، وذلك بسبب إصراره على ربط الملف الرئاسي بأجندة إيرانية، بحسب قول الحزب. وكان جيرو قد غادر لبنان أول من أمس بدون تحقيق أي تقدم على صعيد الدفع باتجاه انتخاب رئيس جديد للجمهورية، في وقت انكفأت الحركة السياسية الداخلية نسبيا مع سفر رئيس الحكومة تمام سلام إلى ألمانيا لإلقاء كلمة بلاده في مؤتمر ميونيخ للأمن. بدوره، ثمن المجلس الأعلى لحزب الوطنيين الأحرار في بيان بعد اجتماعه الأسبوعي الأخير المبادرة الفرنسية، وقال رئيس الحزب النائب دوري شمعون في بيان "المبادرة أتت في مقابل إصرار فريق حزب الله، والتيار الوطني الحر، ووراءهما النظامان السوري والإيراني على تعطيلها من خلال قرار مقاطعة جلسات الانتخاب"، مشيرا إلى أن "حركة الموفد الفرنسي في اتجاه الداخل اللبناني والخارج المؤثر فيه، دليل على إدراك أهمية وجود رئيس للجمهورية يضمن استقرار لبنان وانتظام المؤسسات، وهذا ما يتجاهله المعطلون الذين يتحركون وفق مصالحهم الشخصية وإملاءات حليفيهما الإقليميين".وجدد شمعون تحميل هذه الجهات المسؤولية كاملة عن الفراغ في سدة الرئاسة وتداعياته، وطالب بوضع حد لممارساتهم السلبية من طريق تأمين النصاب على أن تأخذ اللعبة الديموقراطية مجراها، ويتم انتخاب المرشح الذي ينال الأكثرية التي يحددها الدستور. كما أعلن الحزب عن رفضه تصريحات المرشد الأعلى للثورة الإسلامية الإيرانية علي خامنئي، ووصفها بأنها "تنتهك السيادة الوطنية، رغم أن تدخل الحرس الثوري الإيراني وفيلق القدس قديم العهد وموثق ومعروف، أما الجديد فهو الطابع العلني والرسمي الذي يشرع الهلال الفارسي بواسطة حلفاء طهران، الذي يؤكد أطماعها التوسعية بهدف تقوية موقعها كلاعب أساسي على الصعيدين الإقليمي والدولي". وأضاف "نضع كلام المرشد برسم جامعة الدول العربية ومنظمة الأممالمتحدة، ونطالب بإدانة التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، والدفاع عن سيادتها واستقرارها". وأكد الحزب "أهمية احترام لبنان للقرار 1701، بعيدا عن موقف الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله بالنسبة إلى تغيير قواعد الاشتباك، وعزمه تكرار الرد على إسرائيل من داخل الأراضي اللبنانية، منددا بتعميق انخراطه في الحرب السورية الذي يستجلب ردود الفعل من قبل المنظمات الإرهابية، ويعرض لبنان واللبنانيين للأخطار". بدوره، دعا النائب علاء الدين ترو النواب إلى "النزول للمجلس النيابي وانتخاب رئيس للجمهورية بأسرع وقت لإنجاز هذا الاستحقاق بقرار لبناني بحت بعيدا من أي تدخل خارجي، وقال في تصريح صحفي: "ذهاب النواب اللبنانيين إلى المحاور الخارجية هو الذي أفقدهم استقلالية القرار وفتح الباب أمام تحكم بعض الدول بالملفات الداخلية".