فيما استقبلت المحكمة الجزائية بجدة 980 قضية عنف ضد المرأة خلال عامين، تلقى القسم النسائي بهيئة حقوق الإنسان بمنطقة مكةالمكرمة العام الماضي 241 شكوى لقضايا إيذاء أسري موجهة ضد النساء والأطفال. وأوضح مصدر قضائي ل "الوطن" أن "المحكمة الجزائية في جدة استقبلت خلال العام الماضي قضايا عنف عدة ضد المرأة بلغ عدد الضحايا فيها 765 مواطنة، و215 مقيمة، بينما كان ضحايا قضايا العنف ضد الأطفال في المحكمة نفسها 95 سعوديا، و90 مقيما. وقال مصدر آخر ل "الوطن" إن "هيئة حقوق الإنسان بمنطقة مكةالمكرمة تلقت 241 شكوى لقضايا عنف أسري موجهة ضد النساء والأطفال، خلال عام 1435، إضافة إلى 39 شكوى من سجناء في سجن بريمان بجدة يطالبون فيها بتسريع إجراءاتهم، ويشتكون من حرمانهم من بعض الحقوق، ومن اكتظاظ السجون العامة بالنزلاء، ما يجعل البعض لا يتمكن من أداء التزاماته اليومية من صلاة أو نوم أو راحة. من جهته، قال المشرف العام على هيئة حقوق الإنسان بعسير، ورئيس لجنة حقوق الإنسان العربية الدكتور هادي اليامي، إن "وجود لائحة للحماية من الإيذاء ليس بالكفاية، ولن يتم القضاء على العنف لدينا إلا في حال تم تطبيقها بالشكل المطلوب"، موضحا أن غياب التنسيق بين الجهات الحكومية قد يرفع نسبة العنف. وأكد أهمية وجود بنية نظامية تحقق ما تريده هيئة حقوق الإنسان، وحتى يتم تفعيل لائحة الحماية من الإيذاء بالشكل الفعال، وهو ما يؤدي الغرض الحقيقي من وضع تلك لائحة. وأضاف الدكتور اليامي أن "تأهيل المقبلين على الزواج قد يساعد في بناء أسرة يسودها الاحترام والتقدير، لذلك لابد من تأهيل الزوجين من الناحية العلمية والنفسية، ووضع تلك الدورات أمام أعين الزوجين قبل عقد القران". وأوضح أن ملتقى العنف الأسري الذي أقيم منذ أشهر مضت حث على وجود استراتيجية وطنية لمكافحة العنف الأسري بكافة أنواعه، مشيرا إلى أن حالات العنف ضد المرأة والأطفال بدأت في التراجع نتيجة انتشار الثقافة الحقوقية نوعا ما بين أوساط المجتمع. وطالب رئيس لجنة حقوق الإنسان العربية بتطوير الجهات المسؤولة عن استقبال حالات العنف، لضمان أداء أدوارها الكاملة، مشيرا إلى أنه عندما تؤدي كل جهة دورها تجاه حالات الإيذاء ستقل الظاهرة، وسيحصل كل من المرأة والطفل المعنفين على حقوقهما. وشدد الدكتور اليامي على أن "هيئة حقوق الإنسان تولي قضايا العنف ضد الصغار أهمية قصوى، وتسعى لتعزيز حقوق المرأة والطفل، والحد من آثار سلطة الولاية، وتعمل على توفير الحماية والعيش الكريم لكل أفراد الأسرة".