قبل انطلاق بطولة العالم ال24 لكرة اليد للرجال التي أسدل الستار عنها أول من أمس في قطر، لم يكن المنتخب القطري قد تغلب على أي منتخب أوروبي في بطولة رسمية لكن المعادلة تغيرت تماما بعد استضافة الدوحة لهذا الحدث الرياضي وتوجت جهودها بإحراز المركز الثاني. وللدلالة على هذا الإنجاز لهذه الدولة الخليجية الصغيرة الحجم فإنها المرة الأولى التي يحرز فيها منتخب من خارج القارة الأوروبية إحدى الميداليات الثلاث الأولى في هذه اللعبة. وتمكن المنتخب القطري من تقديم عروض رائعة في البطولة تمكن خلالها من الفوز على سلوفينيا رابعة النسخة الأخيرة من كأس العالم، وعلى ألمانيا حاملة اللقب عام 2007 وعلى بولندا وصيفة الأخير في العام ذاته ولم تخسر سوى مباراتين أمام إسبانيا 25-28 في الدور الأول، والنهائي أمام فرنسا 29-31. وكان العنابي ندا عنيدا أمام نظيره الفرنسي الأكثر خبرة منه وصمد في وجهه حتى الدقيقة 55 قبل أن يخسر بفارق ثلاثة أهداف 25-28. لا شك أن حارس المرمى في المنتخب القطري البوسني الأصل "دانيال ساريتش" لعب دورا مهما في بلوغ فريقه المباراة النهائية لأنه تألق بشكل كبير في جميع مباريات فريقه وكان سدا منيعا. واعتبر "ساريتش" أن ما قدمه المنتخب القطري في البطولة يؤهله للعب دور كبير في المستقبل في البطولات الكبرى وقال في هذا الصدد: "إنها بداية بالنسبة لنا هي فقط البداية". وأضاف ردا على سؤال حول الحلم المقبل: "بالطبع التأهل إلى دورة الألعاب الأوليمبية المقبلة 2016 في ريو دي جانيرو". وقال: "أنا راض للغاية عن الفريق وجميع أفراده". ورفض "ساريتش" أن يكون هناك بطل بعينه وراء هذا الإنجاز وقال: "الجميع كانوا أبطالا". واعتبر رئيس الاتحاد القطري لكرة اليد أحمد الشعبي أن فريقه حقق نتيجة تاريخية، وقال في هذا الصدد: "بفضل هذا الإنجاز تغيرت خارطة اللعبة على مستوى العالم بعد أن سجل منتخبنا اسمه كأول فريق من خارج أوروبا يصل للمباراة النهائية وهو ما وضع كرة اليد خاصة والرياضة القطرية عامة في مقدمة اهتمامات العالم". ووجه الشعبي الشكر للاعبين وأعضاء الجهاز الفني والإداري والجماهير القطرية التي ساهمت بشكل كبير في تحقيق كل هذه النجاحات كما وجه شكره لكافة المسؤولين بالدولة على دعمهم الكبير للمنتخب. وقال: "الجميع شارك في هذا النجاح بما في ذلك الجمهور القطري الذي كان سندا حقيقيا لمنتخبنا خلال مسيرته المونديالية كما ندين أيضا بالشكر العميق للاعبين الذين لعبوا بكل عزيمة وثقة للوصول لهذه المرتبة". وتستضيف قطر في أكتوبر المقبل التصفيات الآسيوية ونظرا لأداء لاعبيها المميز في بطولة العالم فهي من أبرز المرشحين لحجز بطاقة التأهل إلى ريو دي جانيرو، علما بأنها حجزت بطاقها لبطولة العالم ال25 المقررة في فرنسا بعد عامين.