تواجه شركة بوينج الأمريكية لصناعة الطائرات صعوبات جديدة في نموذج الطائرة التجريبية للطراز "787 دريملاينر". وذكر متحدث باسم بوينج أمس في سياتل أن محرك الطائرة التجريبية من إنتاج رولزرويس سيتم تغييره، وأضاف المتحدث أنه من المبكر الحديث عن تأجيل آخر لمواعيد تسليم الدفعة الأولى من طائرات دريملاينر. وكانت بوينج أرجأت تسليم الدفعة الأولى من هذه الطائرات إلى الربع الأول من العام المقبل 2011 بعد عمليات تأجيل متلاحقة منذ مايو 2008 . وترجع أسباب التأجيل إلى أخطاء في التصميمات وعدم اكتمال عمل شركات الصناعات المغذية للطائرة وموجة الإضرابات في المصنع الرئيسي. وصنعت الطائرة الجديدة الخفيفة الوزن من ألياف الكربون والتيتانيوم بشكل يقلل من استهلاكها للوقود وتكاليف الصيانة، مع توفير القدرة على الطيران لمسافات طويلة دون حاجة إلى إعادة التزود بالوقود. إلى ذلك قضت لجنة تسوية النزاعات بمنظمة التجارة العالمية مساء أول من أمس أن شركة بوينج حصلت على دعم من الحكومة الأمريكية لتطوير طائراتها ولكنه ليس بالحجم الذي يتهمها فيه الاتحاد الأوروبي ، فيما زعمت كل مِن البعثة التجارية الأمريكية والبعثة التجارية الأوروبية في جنيف أنهما حققتا نصراً في الدعوى التي رفعها الاتحاد الأوروبي و أيرباص ضد الولاياتالمتحدة و بوينج التي تتهم الأخيرة بتلقيها معونات حكومية مِن واشنطن. وجاء القرار بعد شهور من إصدار منظمة التجارة في يونيو الماضي قرارا باعتبار بعض ممارسات الدعم الأوروبية لشركة أيرباص غير قانونية وتعطي الشركة الأوروبية ميزة غير عادلة. وأوضحت البعثة التجارية الأمريكية أمس أنه إذا كانت المنظمة لم تجد سوى 3 مليارات مِن الدولارات قدمتها الولاياتالمتحدة كمساعدات غير قانونية لبوينج، فإن حكم المنظمة يُمثِّل رفضاً للاتهامات الأوروبية التي تحدثت عن 35 مليار دولار مِن المساعدات. ويبقى الحكم الأولي الذي أرسلته هيئة تسوية المنازعات للطرفين المتنازعين أمس سرياً في هذه المرحلة. ومِن المقرر أن تنشر المنظمة حكمها النهائي في غضون 60 يوماً مِن الآن. وقال مسؤول في البعثة الأمريكية في تصريح أمس "لا يوجد شيء على الإطلاق في التقرير الأولي للمنظمة يتوافق مع اتهامات الاتحاد الأوربي بأن هناك 20 مليار دولار تلقتها بوينج كمساعدات غير قانونية، وأن مؤسسة أخرى تابعة لها قد تلقت 15 مليار دولار ". وقال إنه لا يوجد أيضاً في تقرير المنظمة ما يشير إلى انتهاكات مِن قِبل "بوينج" بمحاولتها الحصول على مكاسب مِن الحكومة الأمريكية بشطب ديون قديمة عليها تصل إلى 4 مليارات دولار. وأضاف: أن ثلاثة أرباع معونات الأبحاث التي قدمتها واشنطن لوكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) وهي معونات أثارها الاتحاد الأوربي في شكواه اعتبرتها منظمة التجارة بأنها تتوافق مع أحكام المنظمة. مِن جانبها قالت البعثة التجارية الأوروبية ل "الوطن": إنها ما زالت تقوم بتحليل التقرير، لكنها قالت إن حكم منظمة التجارة يتوافق بمجمله مع الشكوى الأوروبية. وقالت: "هناك فقرة في حكم المنظمة تقول إن بوينج استفادت مِن مليارات مِن الدولارات قدمتها الحكومة الأمريكية كمعونات... وهي معونات غير قانونية حسب قوانين المنظمة." وأضاف: أن 24 مليارا مِن المعونات الأمريكية مُتخفية وراء عقود خاصة وتعويضات عن عجالة في تنفيذ عقود تسليح. وكانت بوينج قد أكدت في وقت سابق أمس أنها لم تحصل على أي دعم غير قانوني من الحكومة الأمريكية وأن ما تحصل عليه من مساعدات في بداية كل مشروع تطوير طراز جديد لا يقارن بما تحصل عليه منافستها الأوروبية أيرباص في الظروف نفسها من حكومات الدول الأوروبية التي تمتلكها. وأضافت الشركة التي يوجد مقرها في مدينة شيكاغو في بيان "نتطلع إلى معرفة ما قررته منظمة التجارة العالمية بشأن ممارسات الولاياتالمتحدة والذي لا يمثل أي منها أي تأثير ضار على السوق وكذلك لا يقارن بالحجم الكبير لممارسات الدعم الأوروبية". في سياق آخر أعلنت "بوينج" مساء أول من أمس توقيعها اتفاقاً مبدئياً مع شركة "سبيس أدفنشرز ليمتد" لتزويدها بمقاعد على متن مركبات فضائية للأشخاص الذين يريدون القيام برحلات سياحية إلى الفضاء. وسيتم وضع هذه المقاعد على متن مركبة الفضاء "سي.إس.تي100" التي تطورها "بوينج" وفقا لخطة وكالة الفضاء والطيران الأمريكية "ناسا" الرامية إلى تسيير رحلات تجارية إلى الفضاء. وتستطيع المركبة "سي.إس.تي100" حمل 7 أفراد وتطير عبر مركبات إطلاق متعددة المراحل. يذكر أن "سبيس أدفنشرز" التي يوجد مقرها في ولاية فيرجينيا، باعت بالفعل مقاعد لسبعة أشخاص على متن 8 رحلات فضاء تنطلق إلى المحطة الفضائية الدولية. وتصل تكلفة المسافر الواحد ملايين الدولارات ويسافر أغلبهم على متن سفن فضاء روسية. ولم يتم الإعلان عن سعر الرحلات على متن مركبة شركة بوينج.
