أسبوع كان بمثابة التحولات الكبرى في المملكة، ما بين وفاة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وتنصيب سلمان بن عبدالعزيز ملكا للملكة، وصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز وليا للعهد، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف وليا لولي العهد، وبين حزمة الأوامر الملكية التي أمر بها الملك سلمان بن عبدالعزيز، هذا الأسبوع جعل اسم المملكة عنوانا رئيسا لكل شاشات التلفزة العالمية والعربية والمحلية، وكلمة بحث دالة في مواقع الإنترنت والتواصل الاجتماعي. حيث ضج الإعلام المحلي والعالمي بكل وسائله في تناقل ما يحدث للمملكة من تغيرات وتطورات باعتبارها قبلة لكل المسلمين على وجه الخصوص، ومصدرا للاقتصاد العالمي على وجه العموم. وبين فاجعة رحيل الملك عبدالله والحزن عليه إلى ساحات البيعة والولاء للملك الجديد، كانت مشاعر المواطنين تعج بالترحم على الفقيد والدعاء والمبايعة للملك الجديد. تلك الفترة كان التلاحم والوطنية هما المحركان الرئيسان بين القيادة والشعب، فكانت الأوامر الملكية عربون وفاء من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان لأفراد شعبه بعد أن توافدوا زرافات ووحدانا مبايعين ومجددين العهد والولاء لقيادتهم الرشيدة. وحملت الأوامر الملكية في مجملها عاملا مشتركا، هو رفاهية الشعب والتنمية والتطوير، إذ شملت الأوامر جميع القطاعات التي تمس بالمقام الأول المواطن وما يتمناه من توفير سبل العيش الكريم، ولم تستثن تلك الأوامر الملكية أية فئة، فمن صرف راتب شهرين لجميع موظفي الدولة سواء أكانوا على رأس العمل أم متقاعدين، إضافة إلى جميع الطلاب داخل المملكة وخارجها، مرورا بمستفيدي الضمان الاجتماعي والمعوقين ومن تشملهم قوائم الانتظار. وللشمولية دفع خادم الحرمين الشريفين بمليارات الريالات دعما لعجلة الاقتصاد وتسريع عملية توفير السكن للمواطنين، حيث شملت أوامره قطاعي المياه والكهرباء، كما حرص - حفظه الله - على دعم الحركتين الرياضية والثقافية في البلاد من خلال دعم الأندية الأدبية والرياضية على حد سواء. هذا الأسبوع برهن للعالم أجمع بأن المملكة دولة تستعصي على كل دعاة التفرقة والشتات، فسلاسة انتقال الحكم فيها أعمت كل من سولت له نفسه استغلال ذلك لتهييج الشعب أو النيل من الوحدة الوطنية، وجاءت حزمة الأوامر الملكية لتعيد هيكلة الدولة في جميع القطاعات لتواكب المرحلة الجديدة من خلال إلغاء عدد من المجالس ودمج بعض الوزارات لتنسج مرحلة جديدة في بناء هذه الدولة. ولأن النظام السعودي قائم في أساسه على التمسك بالدين وثوابته جاءت تغريدة خادم الحرمين الشريفين عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، لتؤكد ذلك، حيث حملت كلمات خادم الحرمين الثناء على الشعب وبأنه يستحق أكثر من ذلك عرفانا بما يكنه الشعب لقيادته من حب وولاء، وفي القابل طلب - حفظه الله - من شعبه الكريم ألا ينساه. فشكرا سيدي خادم الحرمين على ما قدمت لشعبك، ولا نقول إلا أعانك الله ونفع بك البلاد.