زادت مخاطر تفجر صراع كامل بين إسرائيل وحزب الله اللبناني بعد أن أطلق الحزب صاروخا على مركبة عسكرية إسرائيلية بمحاذاة الحدود، قتل جنديين إسرائيليين وأوقع عددا من المصابين في صفوف الجيش في أكبر تصعيد منذ حرب عام 2006. وفي هجوم انتقامي فيما يبدو ردا على غارة جوية إسرائيلية في سورية أسفرت عن مقتل أعضاء بارزين في جماعة حزب الله في ال18 من الشهر الجاري، قال حزب الله إن بعض مقاتليه نفذوا عملية في مزارع شبعا الحدودية، مما أثار المخاوف من التصعيد. ويأتي الهجوم بعد ساعات من ضربات جوية نفذتها طائرات إسرائيلية قرب هضبة الجولان المحتلة، قال الجيش الإسرائيلي إنها رد على إطلاق صواريخ من سورية. وقال متحدث باسم قوة حفظ السلام التابعة إلى الأممالمتحدة في لبنان إن أحد جنود القوة في جنوبلبنان قتل أمس دون إعطاء مزيد من التفاصيل. ولم يدم صمت رئيس الوزراء اللبناني طويلا، إذ أكد التزام بلاده بقرار الأممالمتحدة الذي أنهى حرب إسرائيل وحزب الله عام 2006، مستبقا ذلك بالقول "لسنا معنيين بوجود مقاتلي حزب الله في سورية"، في دلالة على إصرار الدولة اللبنانية رفع أي نوع من الغطاء عن سياسات حزب الله، وهو الذي قال أخيرا إن لبنان "معني بما يحدث على أرضه، أما فيما يتعلق بوجود قوات عسكرية لحزب الله في سورية فهذا أمر له اعتبار آخر يتعلق بسياسة الحكومة". وخلال الأيام القليلة الماضية سادت حالة من التوجس والترقب في لبنان بعد ما أشيع عن تسلل خمسة انتحاريين إلى داخل الأراضي الإسرائيلية، بغية تنفيذ عملية عسكرية ردا على استهداف طائرات إسرائيلية لقياديي حزب الله في محافظة القنيطرة السورية الأسبوع ما قبل الماضي، مما تسبب في مقتل قادة عسكريين كبار للحزب، إضافة إلى جنرال إيراني نعته طهران بشكل رسمي. ورغم تعاظم المخاوف مما تحمله ردة فعل حزب الله على الداخل اللبناني بعد غارة القنيطرة جاءت المواقف المعلنة للسياسيين لتقلل من حدة هذه المخاوف، تاركة فسحة من الطمأنينة على الساحة الداخلية، إلا أن ذلك لم يدم طويلا. وكان رئيس كتلة المستقبل فؤاد السنيورة دعا المكونات السياسية اللبنانية إلى عدم منح إسرائيل ما عده مبررات تخولها الاعتداء على لبنان. أما وزير الشباب والرياضة عبد المطلب حناوي فقد اعتبر في تصريحات إلى "الوطن"، أن تل أبيب تعيش حالة متأزمة، بناء على حالة انتخابية معينة، وقال "إن أي عمل عسكري قد يخدم بالدرجة الأولى مصالح حزب الليكود الانتخابية، لا سيما وأن رصيد رئيس الوزراء بينيامين نتنياهو يعتبر منخفضا، ومن هذا المنطلق كان الرد العسكري، وإن أي رد عسكري آخر، سيكون لحفظ ماء الوجه على الصعيد الإسرائيلي الداخلي". وبحسب مصادر أمنية لبنانية، أبلغت "الوطن" أمس، نقلا عن مسؤول في قوات "اليونيفيل"، فإن الجيش الإسرائيلي أبلغ القوات الدولية بإمكانية معاودة نشاطها، وأن تل أبيب "إكتفت" بالرد على حزب الله أمس.