مع استمرار حال التأهب والتوتر عند الحدود الشمالية بين إسرائيل ولبنان، قرر رئيس أركان الجيش بيني غانتس إلغاء سفره إلى الخارج للمشاركة في مؤتمر مشترك لنظرائه من جيوش الدول الأعضاء في "حلف شمال الأطلسي" (الناتو)، وألغى أيضاً قائد سلاح الجو أمير إيشل سفراً كان مقرراً له في مهمة عمل. وأوصت السفارة الأميركية في تل أبيب رعاياها بعدم الوصول إلى المنطقة الشمالية من جهة لبنان وهضبة الجولان، وكذلك الحدود الأردنية، خشية تدهور طارئ متوقع. وقرر الجيش نصب قبة حديدية ثانية في الشمال لضمان الدفاع عن أوسع منطقة قد تتعرض لصواريخ. ورُفع حال التأهب في سلاح الجو وقرر تقليص فترة رد الطائرات القتالية. وفي محاولة لتهدئة سكان الشمال، الذين يعيشون حال قلق متصاعد إزاء استمرار نشر وتعزيز قوات الجيش وآلياته العسكرية في مختلف المناطق الشمالية، أعرب وزير الشؤون الاستخباراتية يوفال شتاينتس عن اعتقاده بأن سورية وحلفاءها سيتصرفون بعقلانية رداً على غارة القنيطرة، مضيفاً أن "إسرائيل غير معنية باشتعال الأوضاع على حدودها الشمالية، هي فقط تدافع عن نفسها إزاء التهديدات الإرهابية كلما استدعت الضرورة ذلك". وإزاء هذه الأجواء أعاد سكان الشمال ملف الأنفاق من لبنان إلى أولويات اهتماماتهم، وقام مسؤولون في بلدات الشمال بتجنيد مجموعات توجهت إلى الجيش لإلزامه على العمل لكشف الأنفاق، لكن قيادة الشمال رفضت ذلك، ما استدعى السكان للتوجه إلى شركة خاصة لتنفيذ العمل، وهو قرار قد يؤدي إلى توتر داخلي بين الجيش والسكان وأصحاب الشركة الذين سينفذون عمليات البحث عن الأنفاق. إلى ذلك تواصل قيادة الجيش مناقشة سيناريوات الرد المتوقعة على غارة القنيطرة. وبيّن تقرير لأجهزة الأمن أن التقديرات الإسرائيلية بأن تستهدف عملية الرد جنوداً إسرائيليين بما يضمن أكبر عدد من القتلى والجرحى، متوقعاً أن يكون الرد في مكان تجمع للجنود: موقع، معسكر أو قافلة، ويمكن لذلك أن يحدث على امتداد الحدود، أو يحدث داخل بلدات إسرائيلية، ولضمان مواجهة مثل هذه السيناريوات بدّل الجيش الإسرائيلي مواقع انتشاره في المنطقة الشمالية، وقام بتعزيز قواته، وإضافة وحدات مدفعية طويلة المدى من مختلف الأنواع، ونشر بطاريات القبة الحديدية للدفاع عن المواقع الإستراتيجية والمدنية الكبرى من الجولان وحتى شاطئ البحر. ولم تسقط الأجهزة الأمنية من حساباتها أن تقوم خلايا نائمة ل "حزب الله" داخل الخط الأخضر بتنفيذ عملية ضد تجمع للجنود. وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، إن "الجهاز الأمني يحرص على التمييز بين عملية انتقام ضد قوة عسكرية وبين إمكان تنفيذ عملية كهذه ضد المدنيين، لأن هذا ما سيحدد الفرق بين الحادث المحلي الذي سينتهي خلال فترة زمنية وبين التصعيد على الحدود والذي يمكنه أن يتدهور حتى الحرب الشاملة في الشمال، فالتعرض للمدنيين سيحتم على إسرائيل القيام بعملية عسكرية، تشمل تفعيل الخطط الواسعة التي أعدتها قيادة المنطقة الشمالية ضد حزب الله في لبنان". وأضافت الصحيفة "إذا قام حزب الله مثلاً بإطلاق النار على مواقع استراتيجية داخل البلدات أو في جوارها، أو حاول السيطرة على بلدة حدودية، فإن إسرائيل لن ترى نفسها ملتزمة بالرد المحدود، لا في حجم النار ولا في حجم الجبهة".