في الثامن عشر من شهر سبتمبر 2014 أعُلن عن مبادرة الملك عبد الله بن عبد العزيز- رحمه الله- وقيام المملكة بترميم الأزهر الشريف، بما يليق بمكانته السامية بصفته مؤسسة دينية وعلمية رفيعة، وانطلاقا من تقدير المملكة للدور المهم الذي يقوم به الأزهر الشريف بصفته منارة للإسلام المعتدل، تنشر صحيح الدين وتبث قيمه السمحة في المنطقة بأسرها، كما أن الجامع الأزهر من أهم مساجد مصر وأشهرها في العالم الإسلامي، لأنه أول جامع أنشئ بالقاهرة، وأقدم أثر فاطمي فيها. وبدوره، أعرب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن تقديره البالغ لمبادرة الملك عبد الله - رحمه الله- لترميم الجامع الأزهر بالقاهرة، وطلب خلال استقبال الأمير خالد بن بندر بن عبد العزيز بمقر القصر الرئاسي، نقل تحياته وشكره إلى الملك عبد الله، على الدعم المستمر الذي تقدمه السعودية لمصر. ونقل رئيس الاستخبارات العامة الأمير خالد بن بندر رسالة الملك عبد الله بن عبد العزيز-رحمه الله- إلى شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب.. والتي تتضمن تقدير الملك الراحل وشكره للأزهر مشيخة وعلماء ومنسوبين على منحه شهادة الدكتوراه الفخرية العالمية في مجال العلوم الإنسانية لخدمة القضايا الإسلامية والعربية، التي تقبلها بكل اعتزاز وتقدير. وأعلن الأمير خالد بن بندر عن مبادرة الملك عبد الله بن عبد العزيز- رحمه الله– بقيام المملكة العربية السعودية بإعادة ترميم الجامع الأزهر. وقال في تصريح صحفي: "أعلن عن مبادرة خادم الحرمين الشريفين بصدور أمره الكريم بقيام المملكة العربية السعودية بإعادة ترميم الجامع الأزهر، حيث أبلغت الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب بهذه المبادرة التي تجسد ما يكنه الملك عبد الله، لمصر قيادة وشعباً، وما يكنه كذلك أبناء المملكة العربية السعودية لأشقائهم في مصر من محبة وتقدير". وأضاف رئيس الاستخبارات العامة "تشرفت بأن أنقل رسالة للدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر من الملك عبد الله بن عبد العزيز، تتضمن تقديره وشكره للأزهر مشيخة وعلماء ومنسوبين على منحه شهادة الدكتوراه الفخرية العالمية في مجال العلوم الإنسانية لخدمة القضايا الإسلامية والعربية، التي تقبلها بكل اعتزاز وتقدير". وأبدى شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب اعتزازه بما تضمنته رسالة الملك عبد الله -رحمه الله- من مشاعر طيبة، مؤكدا أن شهادة الدكتوراه الفخرية أقل ما يستحقه صاحب المرحلة الخطيرة التي تجتازها الأمة العربية وتجتازها مصر، مثمناً مبادرة إعادة ترميم الجامع الأزهر. منارة العلوم الشرعية ومنذ أكثر من ألف عام والأزهر الشريف، منارة للعلوم الشرعية وقبلة لمن أراد هذا العلم، ومركز للمعرفة والوسطية التي لا تعرف الغلو ولا الشطط، ولا تتلون بألوان الطيف السياسي، ففي أروقته تعلم الملوك والسلاطين والقضاة والحكام، وفى جامعته تخرج الرؤساء والوزراء والسفراء من أصقاع الدنيا، وإلى علمائه تقرب الملوك والأمراء والغزاة، ومن على منبره انتشر الإسلام في بقاع المعمورة، وهدأت هذه الأروقة فترة من الوقت، لتعود بقوة وتحمل شعلة العلوم مرة أخرى على يد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، الذي وضع خطة لإحياء الدور الدعوى والتنويري للجامع الأزهر بعد عودته إلى المشيخة وإنهاء تبعيته للأوقاف. ثاني أقدم جامعة كما يعد الجامع الأزهر من أهم المساجد في مصر وأشهرها في العالم الإسلامي، وهو جامع وجامعة منذ أكثر من ألف سنة، وقد أنشئ على يد جوهر الصقلي عندما بنى القاهرة عام 970م، ويعد المسجد ثاني أقدم جامعة قائمة بشكل مستمر في العالم، وتبلغ سعة الجامع 20 ألف مصل. الأزهر بالإضافة إلي مكانته الدينية يقف علامة فارقة في المعمار المصري بين آلاف العمائر الإسلامية، وقد أقيمت أول صلاة فيه بحضور الخليفة المعز لدين الله الفاطمي- أول خلفاء الفاطميين في مصر- في غرة شوال أي أول أيام عيد الفطر المبارك عام 362 ه. وأما البداية الحقيقية له فكانت يوم وضع حجر الأساس في يوم السبت الموافق الرابع والعشرين من جمادى الأولى عام 359 ه الموافق يناير عام 970م، ليستمر البناء والتشييد حتى صليت فيه أول صلاة في اليوم السابع من شهر رمضان الكريم عام361 ه والموافق شهر يوليو عام 972 م. وكان الأئمة الفاطميون حين يصلون بالناس بالجامع الأزهر الشريف يترجل العساكر كلهم ويقفوا بالرحبة التي أمام الجامع تجاه الباب البحري حتى يدخل الخليفة إلى الجامع.