شكك الدكتور محمود عمار في مصداقية معلقة عمرو بن كلثوم وقال في ورقته التي قدمها مساء أمس في ندوة عكاظ عن شعر عمرو بن كلثوم إن هناك علامات استفهام كبيرة حول عمرو بن كلثوم وشعره، رغم أن معلقة عمرو بن كلثوم تعد من المعلقات السبع ولم تخل رواية من الرويات إلا وتضع معلقة ابن كلثوم الخامسة أو السادسة. وقال عمار إن الرويات التي تحكي سيرة الشاعر عمرو بن كلثوم غير دقيقة وتنسج من خيال الرواة بدليل زيادة الكثير من الأبيات كلما تقدم الزمن بالمعلقة، ووجود كثير من الخرافات في القصة مناسبة المعلقة. وتناولت الندوة شعر ابن كلثوم، وبدأها الدكتور أيمن ميدان وقال إن دراسته لشعر عمرو بن كلثوم بدأت منذ وقت مبكر، وقرأ الكتاب الذي حققه "كرنكو" ولكنه لم يجد المعلقة فيه وظن أن كرنكو أسقطها متعمداً فقرر أن يعيد نشر الديوان فبحث عن النسخة الأصلية لديوان عمرو ووجدها في مكتبة الفاتح بتركيا ووجد أن المعلقة ليست بها، فأعاد تحقيق الديوان، ووجد أن طه حسين شكك في وجود شخصية عمرو بن كلثوم وفي شعره، معللاً ذلك بأن المعلقة كتبت بلغة بسيطة نفهمها، مشيراً إلى أن طه حسين شكك أيضاً في معلقة الحارث بن حلزة لأن مفرداتها معقدة، وقال "لكني أرى أن مبررات سهولة مفردات معلقة عمرو بن كلثوم تعود إلى الانفعال والزهو وقت الغضب". وقالت الدكتورة تغريد حسن في ورقتها إن أبيات عمرو بن كلثوم تعد أبلغ وأجود الشعر في الفخر، وأشارت إلى بعض أقوال النقاد التي قالت إنه لو وضعت أشعار الفخر لدى العرب في كفة وأشعار عمرو بن كلثوم في كفة لوزنتها قصائد عمرو، وهذا ما جعل المعلقات بجميع رواياتها لا تخلو من معلقة عمرو بن كلثوم ما جعل معجم عمرو أصبح متوارثاً، مشيرة إلى أن عمرو بن كلثوم هو من أشهر مفهوم العفة في القتال. وفي جانب المداخلات تساءلت الشاعرة هند المطيري قائلة هل يعقل أن يأخذ عنترة المكثر في الشعر من عمرو بن كلثوم المقل في الشعر؟ ومن أين للمتحدثة تغريد حسن أن تقرر أن عمرو بن كلثوم متقدم وعنترة متأخر، هل اعتمدت على كونهما ينتميان إلى طبقة واحدة. وقال الدكتور يوسف العارف "في حال شككنا في الرواية نعود إلى النص ونقف على جماليات التكرار في معلقة عمرو، وأعتقد أن في القصيدة كماليات عديدة تستحق الوقوف عليها". وقال الدكتور فتح الله عبد العزيز إن معلقة عمرو بن كلثوم أفخر أنواع الشعر قاطبة.