باشرت هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة بإصدار سلسلة أدبية جديدة بعنوان "ديوان العرب" تتضمن سلاسل فرعية تختصّ كلّ منها بمجموعة من المجموعات الشعرية المشهورة، وجاء اختيار " المعلقات " فاتحة لهذه الإصدارات نظراً لأهميتها ومكانتها ورمزيتها الأدبية الدّالة على منزلة الشعر عند العرب، حيث ضمّت السلسلة معلقات كلّ من امرئ القيس، الحارث بن حلزة، زهير بن أبي سلمى، عنترة بن شداد، طرفة بن العبد، عمرو بن كلثوم، ولبيد بن ربيعة. وجاء في تقديم دار الكتب الوطنية في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة لهذه السلسلة، أنّ العرب قد شغفوا عبر تاريخهم الطويل بالشعر، الذي كان عندهم مصدراً للمعرفة، ومورداً للثقافة، ومستودعاً للفكر، وآمنوا أنّ شعرهم هو وعاء تجاربهم وحكمتهم، وديوان معارفهم وعلومهم، ولذا شاعت مقولة "الشعر ديوان العرب" حيث يصوّر الشعر الجاهلي حياة العرب في الجاهلية أصدق تصوير، ويعبّر عن مكنونات نفوسهم وخلجاتها أدقّ تعبير، لأنه شعر الفطرة البعيدة عن التكلف والتصنع، ولا يزال هذا الشعر - على تقادم العهد بقائليه - ينبض بالحياة، ويعود غضّا ً طريّاً كلما ردّدته الألسن.. ومن أروع صور هذا الشعر الأصيل القصائد السبع الطوال المشهورة بالمعلقات، التي أعادت دار الكتب الوطنية إصدارها في ثوب جديد وطبعة سهلة ميسّرة، تمّ فيها ضبط نص المعلقات بالشكل ضبطا شبه تام، وتقديم لمحة موجزة عن حياة قائلها وسبب نظمها، وتقديم شروحات للقصائد اعتماداً على شرح المعلقات السبع للزوزني، شرح المعلقات العشر للتبريزي، جمهرة أشعار العرب للقرشي، وشرح المعلقات التسع المنسوب للشيباني. وقد تمّ الاعتماد في شرح الكلمات الغريبة على معاجم اللغة وكتب الأدب لاختيار منها ما هو أسهل فهماً وأقرب متناولاً، ولم يتم الالتزام في الشرح دائماً بألفاظ القدامى نفسها، إذ إنّ الغاية الأولى من هذه الطبعة الجديدة هي تقريب المعلقات إلى غير المتخصّصين بالعربية، وتوضيح المفردة الجاهلية بمفردة عصرية مألوفة، فضلاً عن تقديم إضاءة تبين المقصود من تلك الكلمات لفهم مراد الشاعر.. حيث تمّ إخراج كلّ معلقة في حجم صغير مناسب للحمل، وذلك ليسهل على طلاب العلم ومحبّي العربية اصطحابه وتدارسه.