أعادت حادثة الأمس، ومحاولة أربعة من الإرهابيين التسلل لأراضي المملكة عبر الحدود السعودية العراقية، مشروع السياج الأمني الذي نفذته الرياض على طول حدودها الشمالية إلى الواجهة، وخصوصا في ظل الدور الفاعل الذي أسهم من خلاله المشروع باكتشاف المتسللين ومباشرة مهمة القبض عليهم. وانطلاقا من محافظة حفر الباطن، مرورا بالشعبة، ومحافظتي رفحاء والعويقيلة ومدينة عرعر، وصولا إلى طريف، ضربت الحكومة السعودية سياجا أمنيا بطول 900 كيلو متر، ضمن مشروع الاستحكامات الأمنية التي تهدف إلى تأمين أراضي المملكة ضد كل محاولات التسلل والتهريب التي كان تنشط في تلك المنطقة، وانتهاء بدرء خطر تنظيم القاعدة في العراق عقب الحرب الأميركية عليه في العام 2003. ففي الخامس من ديسمبر العام الماضي افتتح خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مشروع أمن الحدود الذي يحمل اسمه في مرحلته الأولى، لرفع فعالية أمن الحدود واستباق أية مخاطر أمنية، ولحماية الوطن عبر أحدث التقنيات المستخدمة، واختيار أكفأ الأشخاص لمواجهة هذا الخطر من المتربصين. ويعدّ المشروع منظومة أمنية وتقنية متكاملة على امتداد 900 كيلو متر، تحوي على خمسة سياجات أمنية، ويتضمن المشروع أنظمة مراقبة وسيطرة بتقنيات عالية، ومعززة بعربات المراقبة والاستطلاع المتطورة. ويضم المشروع ستة قطاعات في كل من: حفر الباطن، الشعبة، رفحاء، العويقيلة، عرعر، وطريف، إذ تتم حماية الحدود من خلال ساترين ترابيين، وسياجين حديديين، وعززت الحدود بأبراج استشعار وكاميرات نهارية وليلية تعمل بالأشعة فوق البنفسجية، وترتبط هذه المنظومة الموزعة بجميع القطاعات في مراكز القيادة والسيطرة، التي ترتبط بدورها بالمديرية العامة لحرس الحدود، ومقر وزارة الداخلية في الرياض عبر الألياف البصرية، بطول يبلغ نحو 1.45 مليون كيلومتر. ومواكبة لذلك تم إنشاء مركز إقليمي للتدريب والتأهيل في قيادة المنطقة الشمالية، ولملاءمة الظروف المعيشية أنشئت ثلاثة مجمعات سكنية لمنسوبي حرس الحدود وعائلاتهم في كل من قطاعات حفر الباطنورفحاء وطريف بعدد يصل إلى 630 وحدة سكنية.