فيما رحب مواطنون في منطقة الباحةومحافظاتها بقرار وزارة التربية والتعليم المزمع تطبيقه الفصل الدراسي الثاني والقاضي بخفض الجدول الدراسي إلى ثلاثة أيام في خطوة لضمان سلامة معلمات المناطق النائية، تساءلوا عن دور كل من الطرق والمرور في حل مشكلة حوادث المعلمات. تواصلت أمس ردود أفعال المعلمات إزاء قرار وزارة التربية والتعليم اعتماد برنامج خاص لمدارس البنات في المناطق النائية والبعيدة يقصر دوام المعلمات على ثلاثة أيام، لحمايتهن وتقليل الحوادث والحفاظ عليهن. ورحبت المعلمات بالقرار، ورأين أنه ينتصر لهن ويحافظ على سلامتهن، فيما تساءل مواطنون عن الأدوار المنوطة بجهات أخرى مثل وزارة النقل والمرور ومسؤولية كل منهما عن تأمين حركة المعلمات والمعلمين، وطالبوا بإنجاز مشاريع الطرق وتفعيل الرقابة على السائقين وتطبيق المخالفات المرورية بحقهم بكل حزم. وقال بعض المواطنين إن المشكلة التي أدت إلى تكرار الحوادث تتعلق بالطرق وضيقها وكثرة المنعطفات والجهات المعنية بحل هذه الإشكالية ليست وزارة التربية والتعليم وحدها، وإنما تخص إدارة المرور والطرق. وأضافوا أن هذا القرار لن يسهم في حل المشكلة من جذورها لغياب الجهات المختصة المعنية بهذا الشأن. من جانبه، قال المواطنان محمد الغامدي وسعيد الزهراني وهما من أولياء أمور معلمات في الباحة إن بناتهم المعلمات يذهبن إلى محافظات وقرى نائية في تهامة بشكل يومي ويقطعن الأودية والعقبات في ظل الخوف عليهن حتى يعدن كل يوم، وهم يتابعون معهم لحظة بلحظة خصوصا وقت الضباب والأمطار. وقالا إن القرار صائب ويصب في مصلحة المعلمات وأولياء أمورهن. وأوضح أحمد العمري سائق معلمات في المخواة تعرضن لحادث قبل فترة أن القرار لن يحل المشكلة جذريا؛ حيث إن أبعد نقطة نقوم بالتوصيل إليها لا تبعد سوى 60 كم عن المدرسة والسبب ليس القرب أو البعد وإنما يرجع لتهاون سائقي الشاحنات بأرواح سالكي الطرق في ظل غياب الرقابة المرورية وغياب الجهات المختصة وخصوصا أوقات الذروة. فيما يرى الدكتور علي الغامدي وهو باحثٌ في مجال التربية والتعليم أنَّ هذا القرار يُعدُّ من القرارات النوعية ذات الأهمية البالغة بالنسبة للعملية التعليمية في تلك المناطق؛ مبينا أن القرار من ناحية سيكون أثره إيجابياً وبصورة مباشرة على أداء معلمات المدارس النائية نظراً لما يحققه لهن من استقرار نفسي وبدني بما ينعكس على عطائهن وجهدهن داخل الصف الدراسي، ومن ناحية أخرى يحدُّ من مخاطر الحوادث المرورية المحتملة والمشكلات الصحية التي يتعرّضن لها من جرّاء سفرهن اليومي إلى تلك المدارس. إلى ذلك، رحبت إدارة التربية والتعليم في محافظة المخواة على لسان ناطقها الإعلامي ناصر العمري بقرار وزير التربية وقال العمري: "هذا القرار أحد القرارات الهامة والجريئة التي تعكس جدية وزارة التربية في إيجاد حلول عملية وإجرائية تسهم في التقليل من حوادث المعلمات وهو أحد الحلول التي تقدمها الوزارة في هذا الجانب". ولدى إدارة التربية والتعليم في محافظة المخواة نحو 45 مدرسة نائية في جميع القطاعات يتوقع أن تنطبق عليها لائحة القرار الجديد وإدخالها ضمن برنامج المدارس النائية والوعرة.