وعدت وزارة التربية والتعليم ببحث أفضل الآليات لمساعدة المعلمات اللاتي يعملن في مدارس بعيدة عن مقر سكنهن، وذلك بتشكيلها فريقا على مستوى قيادات الوزارة لوضع حلول عاجلة لذلك. وأكدت "التربية" أن الأمير خالد الفيصل وزير التربية والتعليم، عقد اجتماعا مطلع الأسبوع مع قيادات الوزارة لبحث أفضل الآليات لمساعدة المعلمات اللاتي يعملن في مدارس بعيدة عن مقر سكنهن، وأنه تم تشكيل فريق عمل على مستوى القيادات لوضع تصور بأفضل البدائل والحلول الممكنة والعاجلة. وقالت الوزارة، إن فريق العمل لا يزال يعمل، وستعلن عن الآليات مباشرة فور صدور قرار الموافقة عليها، مؤكدة أنها تولي الموضوعات ذات العلاقة بالمعلم والمعلمة أقصى درجات الاهتمام وتعمل على ضمان تهيئة بيئة عمل مريحة، وأن وزير التربية والتعليم يتابع أعمال اللجنة بشكل مستمر. يأتي ذلك في الوقت الذي تتزايد فيه الحوادث المرورية التي تقع لمعلمات في طريقهن أو أثناء عودتهن من المدارس، حيث رصدت مصادر نحو 8 حالات حوادث مرورية أثناء نقل معلمات وطالبات الأسبوع الدراسي الماضي نتج عنها عدد من الوفيات والإصابات. وكانت آخر هذه الحوادث الخميس الماضي، حيث تعرضت مركبة كانت تنقل معلمات على طريق المدينةالمنورة – القصيم بالقرب من كبري الحناكية لحادث مروري، نتج عن ذلك ثلاث حالات وفاة ووقوع ثلاث إصابات. وكان عدد من المسؤولين خلال حديثهمطالبوا بإعادة النظر في تنقل المعلمات بين الطرق لمدارسهن لمسافات طويلة، مما عرضهن لحوادث مرورية أودت بحياة عديد منهن خلال السنوات الماضية. وقال اللواء خالد بن نشاط القحطاني قائد القوات الخاصة لأمن الطرق، إنه لا بد أن تشكل لجنة حكومية تشترك فيها عدد من الجهات الحكومية وفي مقدمتها وزارة النقل وإدارة المرور وأمن الطرق لإعادة بعض الأنظمة المتعلقة بالنقل، وتشمل وسائل السلامة والمعايير التي تطبق على السائقين، وبما في ذلك السجل الجنائي للسائق، والتأكد من خلوه من القضايا الجنائية أو تعاطي المخدرات. بينما أرجع نائب رئيس الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان تزايد حوادث نقل المعلمات في الطرق، إلى تقاذف عدد من الجهات الحكومية وتهربها من تحمل مسؤولية توفير نقل آمن لهن، واصفا هذه القضية ب"الضائعة" بين الوزارات، داعيا إلى تدخل عاجل، والابتعاد عن التقليدية في حل هذه المشكلة. وقال الدكتور صالح الخثلان، نائب رئيس الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان، والمتحدث الرسمي باسمها، إنه لا بد من حل جذري لتنقلات المعلمات وقطعهن المسافات الطويلة، حيث تسببت في تعرضهن للحوادث وفقد الأرواح، متسائلا إلى متى يستمر في نقل معلمات إلى أماكن نائية، فهذا يتعارض مع أهمية المحافظة على الأسرة، التي هي أحد المبادئ الأساسية في النظام الأساسي للحكم، ويؤكد عليها النظام. فيما ناشد الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ مفتي المملكة، الأمير خالد الفيصل وزير التربية والتعليم، بإيجاد حلول عملية مناسبة لوقف حوادث المعلمات في الطرق بسبب بعد مقار عملهن عن سكنهن.