سكنت في عقل رندة، وهي معلمة تعمل منذ خمسة أعوام في مدرسة تبعد عن المدينةالمنورة 130 كيلومترا، هواجس من نوع خاص، فما أن تهم كل صباح بالاتجاه إلى مدرستها حتى تقفز في ذهنها صورة جمل سائب «أشاهد في رحلة الذهاب إلى المدرسة بين الفينة والأخرى، جمالا سائبة تعبر الطريق الفردي المؤدي إلى حيث أعمل». ترى رندة أن الحل المخلص من هواجسها تلك «قطار سريع ينقلني كل يوم إلى مدرستي بأمان». وعلى طرف آخر، تتمنى المعلمة تغريد من وزارة التربية والتعليم أن تجد حلا يقي من المخاطر «طالما أن نقلي إلى مدرسة قريبة أمر صعب بالنسبة للوزارة، فعليها أن تجد لي وسيلة مواصلات مريحة ومؤمنة، فأنا أتعامل مع سائقين من جميع الأعمار، والحافلات المتوفرة لا تتسع بما يكفي للمعلمات». وتصف المعلمة ليلى، التي تعمل في قرية منذ نحو سبعة أعوام تبعد عن سكناها 170 كيلومترا، رحلتها «أثناء ذهابي وعودتي أعيش في حالة من الرعب». وتقول «رغم أن وزارة التربية والتعليم أقرت نظاما جديدا يقضي بأن تسكن كل معلمة في المكان الذي عينت فيه وأن تحضر ما يثبت ذلك، وبناء على هذا القرار أحضرت معظم المعلمات ما يثبت ذلك، وهن غير ساكنات في القرية، ولوضع حلول لهذه المشكلة على وزارة التربية والتعليم أن تمنح التقاعد المبكر للمعلمات حتى يتسنى للخريجات الحصول على وظيفة داخل المدن». أما سميرة التي تجاوزت الأعوام السبعة وهي تعمل في قرية تبعد عن المدينة 210 كيلومترات، فتقول «لو أن ظروفي المادية تسمح لي بتقديم الاستقالة لفعلت ذلك». وفي جانب آخر، يقول السائق سامي الذي يعمل في نقل المعلمات منذ ستة أعوام «هناك مشاكل أواجهها من أمن الطرق بشكل دائم؛ تتلخص في إعطائي مخالفات، لأن هناك شروطا وضعتها وزارة النقل لنقل المعلمات؛ منها أن تكون لدى السائق سيارة حديثة وأن يكون حائزا على رخصة نقل عامة وأن يكون عمره 30 عاما، وأنا عمري 26 بما لا ينطبق على العمر المطلوب، وهذه هي المشكلة الوحيدة التي تواجهني». من جهته، أوضح المتحدث الإعلامي لمرور منطقة المدينةالمنورة المقدم عمر النزاوي، أن معايير السيارات الناقلة لمعلمات القرى تتمحور حول أن تكون السيارة مصنفة للنقل العام، وأن يكون السائق لديه بطاقة تشغيل من إدارة النقل والمواصلات وليس عليه سوابق. ولتجنب الحوادث المرورية يقول المقدم النزاوي «على السائق أن يتقيد باللوحات التحذيرية والإرشادية التي توضع على الطرق، وألا يسرع أثناء القيادة». وعن الإحصائيات الأخيرة لحوادث المعلمات في منطقة المدينةالمنورة أبان المتحدث الإعلامي لمرور المدينةالمنورة «الحوادث قليلة جدا وآخر إحصائية كانت في يوم 8/ 7/ 1430ه للحادث أصيبت فيه أربع معلمات وتوفيت واحدة» وقال مدير عام التربية والتعليم في منطقة المدينةالمنورة الدكتور يوسف الفقي «لا أعلم عن وجود نقل يخص معلمات المناطق النائية».