قال العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، في تصريحات صحفية نشرت أمس، إن الضربات الجوية ضد تنظيم "داعش" "مهمة جدا" ولكنها "لن تستطيع وحدها أن تهزم "التنظيم الذي يسيطر على مناطق شاسعة في العراق وسورية". واتهم الملك عبدالله في مقابلة أجراها مع شبكة "بي بي أس" الأميركية في واشنطن "جماعة الإخوان "الإرهابية باختطاف الربيع العربي، وكشف من ناحية أخرى أن بلاده ستكون لها أدوار أخرى في التحالف الدولي ضد "داعش" دون أن يكشف عن طبيعة هذه الأدوار. وقال في المقابلة، إن الربيع العربي "قام به شباب وشابات تواقون للتغيير، وقد تم اختطافه لاحقا من قبل جماعة الإخوان، وهي جماعة سياسية منظمة". وأضاف "بالمحصلة كانوا هم من أخذوا مكان الشباب الطامحين للتغيير في تلك المرحلة في مصر، إذ تم استبدال الشباب بجماعة الإخوان المنظمة، وفي الأردن للأسف اتخذ الإخوان قرارا بالبقاء في الشارع". وردا على سؤال عما إذا كان سيتخذ إجراءات ضد الجماعة قال: "إنها منظمة رسمية"، وشرح أن السلطات في بلاده قامت ومنذ بداية الربيع العربي بدعوة الإخوان لأن يكونوا جزءا من العملية السياسية. وذكر أن الجماعة عرضت مطالبها "المعروفة جدا لدينا، وهي تغيير الدستور والمطالبة بمحكمة دستورية"، مشيرا إلى أن معظم هذه المطالب لُبيت، "ومنها المطالبة بلجنة حوار وطني يتم خلالها مناقشة الإصلاح، ولكنهم رفضوا أن يكونوا جزءا من هذه اللجنة". وأكد ملك الأردن أن قضية إرسال قوات برية لقتال داعش "غير واردة"، داعيا إلى التواصل مع العشائر التي تقاتل التنظيم في غرب العراق وشرق سورية لإشعارها بأن المجتمع الدولي "مهتم" بها. وأشار إلى أن "الأردن يعمل لدعم العشائر في غرب العراق وشرق سورية حتى يتسنى لها مواجهة المسلحين"، وكشف عن خطوات ستتخذ خلال الأسابيع المقبلة في هذا الخصوص دون أن يكشف عن طبيعة هذه الخطوات. وذكر أيضا أن تدريب الجيش السوري الحر للتصدي لتنظيم داعش "مسألة خاضعة للنقاش حاليا". ومنذ أغسطس الماضي يشن تحالف دولي بقيادة الولاياتالمتحدة غارات جوية على مواقع لتنظيم الدولة، الذي يسيطر على مساحات واسعة في العراق وسورية، وأعلن في يونيو الماضي قيام ما سماها "دولة الخلافة"، وينسب إليها قطع رؤوس رهائن.