لم تمض على الحوادث المتفرقة، التي ذهب ضحيتها عدد من الأشخاص، بسبب "بالوعات" الصرف الصحي المكشوفة، أو كما يطلق عليها هنا الأهالي في جدة "حفر الموت"، حتى انطلقت مبادرات تطوعية لردم تلك الحفر، كان آخرها إمكان الاستعانة ب"الخرائط الإلكترونية". فلم يعد على المتطوع الذي يود الإسهام في ردم "حفر الموت" الاتصال على الجهات المعنية، بقدر ما عليه الدخول إلى صفحة مبادرة "جدة بيتنا" على الفيسبوك "”dallahacademy، لتعبئة البيانات في حقول عدة خصصت لأجل هذا الغرض. تعد هذه الخطوة هي المرحلة الثانية التي انطلقت من نافذة هاشتاق "# سيلفي _حفرة"، التي أطلقتها أكاديمية دلة البركة للعمل التطوعي قبل عشرة أيام تقريبا، من خلال اللجوء إلى الخرائط الإلكترونية، التي بررها المدير التنفيذي للمسؤولية الاجتماعية في مجموعة دلة البركة أيمن فلمبان، بأنها من "الخطوات الإيجابية" الفعالة للإسهام في إيجاد حلول للظواهر السلبية التي تواجه المجتمع. ورأى فلمبان أن الخطوات الإلكترونية للمبادرة هي مرحلة متقدمة في الإسهام التطوعي، لإشراك أكبر عدد ممكن من المتطوعين والمتطوعات من سكان جدة في رصد تلك الحفر التي أضحت كابوسا مرعبا، يجب التعاضد في شأنه مع الجهات المعنية. وأشار إلى أن الوسيلة الجديدة "الخريطة" تم اعتمادها من الأكاديمية بعد استيفائها لجميع المتطلبات الفنية وما يلحق بها من تطبيق لتحديد موقع الحفرة، وتمت تجربتها بنجاح، قائلا: إن كثيرا من ساكني الأحياء، خاصة في المنطقة الجنوبية من جدة، سيتحركون بحثا عن الحفر و"البالوعات" المكشوفة، ليتم ردمها أو تغطيتها لتخطي خطرها إلى الآخرين. وبحسب بيان صحافي حصلت "الوطن" على نسخة منه، من الأكاديمية، أوضحت فيه مشاركة مئات المتطوعين والمتطوعات في الحملة، من جميع الشرائح العمرية، بهدف نشر الوعي في الأحياء للحرص على أبنائهم من مخاطر الحفر، والتخلص منها إما بردمها أو تغطية ما يلزم منها. الحملة شهدت تفاعلا كبيرا بعد تدشين الهاشتاق الخاص بها "# سيلفي _حفرة"، من خلال شبكات التواصل الاجتماعي، إذ تميزت باستخدامها وسيلة متطورة ومتميزة تساعد المتطوعين على رصد الحفر المكشوفة من خلال تصميم موقع إلكتروني به خريطة لمدينة جدة تمكن أي شخص من رصد مكان الحفرة وتصويرها وإرسالها إلى الموقع بحيث توضع على الخريطة ويتاح مشاهدتها من أي فرد أو جهة معنية للعمل على الإجراءات اللازمة تجاهها.