في إخفاق جديد يضاف إلى سلسلة إخفاقاتها المتواصلة، فشلت محاولات جماعة الإخوان المصرية في استغلال الدعوة التحريضية التي أطلقها شباب "الدعوة السلفية"، بعد أن وجهت الجماعة أنصارها بالتظاهر تحت مسمى "معركة الهوية". ورغم اتخاذ الجيش والأجهزة الأمنية إجراءات مشددة، إلا أن الشعب المصري أقصى الفوضى واختار الاصطفاف وراء حكومته ورئيسه المنتخب بعد أن بدت مظاهر الحياة طبيعية، إلا من مناوشات فردية. ففي القاهرة أطلق مسلحون النار على دورية للجيش، مما أدى إلى مصرع ضابط برتبة عقيد وسط تعقب أمني للجناة، في حين لقي ضابط آخر برتبة عميد مصرعه نتيجة طلق ناري في محافظة القليوبية. وفيما أوقفت سلطات الأمن 224 عنصرا ينتمون إلى الجماعة وأخضعتهم للتحقيق، أكد رئيس الوزراء إبراهيم محلب أن الإرهاب لن يهزم مصر، وأن الدعوة لرفع المصاحف خلال المظاهرات "متاجرة بالدين".
كان الفشل الذريع هو العنوان الأبرز لدعوات التظاهر التي أطلقتها بعض الجماعات المتطرفة في مصر، تحت مسمى معركة الهوية، وهي الدعوة التي أطلقها شباب الجبهة السلفية وتلقفتها الجماعة المحظورة ووجهت أتباعها بالمشاركة فيها، حيث خلت ميادين المدن الكبرى من أي تظاهرات، باستثناء أحداث قليلة ومتفرقة. ففي العاصمة المصرية القاهرة بدت الحياة كعادتها في معظم الأحياء، رغم انتشار قوات الجيش والشرطة بكثافة في معظم الشوارع لبسط الأمن والهدوء، لكن سارت حياة الناس بصورة طبيعية. ورغم ذلك، لم تخل أحداث اليوم من حوادث فردية متفرقة، حيث لقي ضابطان في القوات المسلحة برتبتي عقيد وعميد مصرعهما بنيران مسلحين مجهولين في حادثين منفصلين. وقال الجيش في بيان له: "إن مسلحين مجهولين كانوا يستقلون سيارة ملاكي بدون لوحات معدنية أطلقوا النار على دورية للجيش، مما أسفر عن مقتل ضابط بالقوات المسلحة برتبة عميد وإصابة آخرين كانا برفقته بمنطقة جسر السويس بشرق القاهرة، وأن المجهولين لاذوا بالفرار". وفي حاث منفصل، قال مدير أمن القليوبية اللواء محمود يسري في بيان: "إن عميدا بالقوات المسلحة قتل وأصيب مجند إثر قيام مجهولين بإطلاق النار عليهم، في منطقة أبو زعبل بالقليوبية". من جانبه، قال المتحدث باسم الداخلية، اللواء هاني عبد اللطيف: "إن قوات الشرطة والجيش نجحتا في إحباط مخطط الفوضى والعنف، الذي دعت إليه بعض الجماعات المتطرفة، ونجح خبراء المفرقعات في إبطال مفعول 10 عبوات محلية الصنع، عثر عليها بمحافظاتالقاهرة، والإسكندرية، والشرقية، وبني سويف. كما أوقفت الأجهزة الأمنية أكثر من 224 من عناصر تنظيم الإخوان المحرضين والمخططين لأعمال العنف في مختلف محافظات الجمهورية". وكشفت التحريات الأولية، أن مظاهرات الأمس شهدت استخدام قنابل للمرة الأولى، حيث إنها مزودة ب"بمؤقتين زمنيين، وبمجرد إبطال مفعول المؤقت الأول ينفجر الثاني بعد ذلك بربع ساعة". إلى ذلك، أكدت الحكومة المصرية أمس أن الإرهاب بلا دين وجنسية، ولا يستطيع دخول مصر، وأن مؤسسات الدولة مصممة على المضي قدماً في استكمال خارطة الطريق، التي وضعت بعد الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي. وقال رئيس مجلس الوزراء، المهندس إبراهيم محلب، في تصريحات صحفية: "مصر آمنة بأمر الله، ودعوات رفع المصاحف في المظاهرات باطلة وهي عبارة عن متاجرة بالدين، والهدف منها إسقاط كتاب الله في الأرض أثناء المظاهرات، والإرهاب لن يدخل مصر، لأن الله سخر لها جيشا وشرطة لحمايتها، والأجهزة الأمنية توفر حماية كاملة للمؤسسات والمنشآت العامة، إضافة إلى انتشار كامل لقوات الجيش والشرطة، تحسباً لكل من يريد الأذى بالدولة، فضلاً عن وجود قانون يحيل المعتدي على المنشآت إلى المحاكمة العسكرية، والدولة وضعت خارطة طريق سياسية واقتصادية، ونحن مصرون على المضي قدماً في استكمالها". من جهة أخرى، تتجه الأنظار اليوم إلى محكمة جنايات القاهرة، حيث من المقرر أن تصدر المحكمة برئاسة المستشار محمود كامل الرشيدي حكمها في قضية "محاكمة القرن" المتهم فيها الرئيس الأسبق حسني مبارك ونجلاه علاء وجمال ووزير داخليته حبيب العادلي و6 من مساعديه بتهم تتعلق بقتل المتظاهرين أبان ثورة 25 يناير. وقال الخبير القانوني، المحامى عمرو أبو اليزيد: "من حق القاضي مد أجل الحكم في الدعوى أكثر من مرة، وذلك لأسباب تتعلق بالأمن القومي للبلاد والظروف السياسية الحالية، أو في حالة عدم اكتمال حيثيات الحكم، حيث أعطى القانون الجنائي للقاضي حق تأجيل القضية أكثر من مرة، ولم يضع القانون حداً أقصى لزمن التقاضي، رغم أن إطالة أمد القضية يؤثر سلبا على المتهمين والمجني عليهم".