يفضل سكان البلدات في محافظة الأحساء بدء معايدتهم بلقاءات إفطار جماعي، يجمعهم في المجالس العامة التي يلتقون فيها طيلة أيام السنة في مناسباتهم، حيث يلتقي أبناء البلدة الواحدة من مختلف الطبقات في ذلك المكان لتناول وجبة الإفطار الجماعية، وتهنئة بعضهم بعضًا، مما يتيح للكثير منهم اللقاء والتزاور تحت سقف واحد. ويقضي الأهالي زهاء ثلاث ساعات للمعايدة، ومن ثم تتوجه كل عائلة لزيارات أرحامها خصوصًا كبار السن والأجداد والجدات. ويشكل هذا اللقاء لهم وحدة ترابط قوية، يتعاقب عليها أجيال اليوم والغد. ويقول حسن محمد البوحسن-من بلدة الشعبة- إنهم دأبوا على إقامة حفل العيد لأهالي بلدتهم منذ سنوات، وفي كل سنة يصبح الإقبال أكثر وأكثر، مؤكدا حرص أفراد القرية على الحضور وتناول وجبة الإفطار الخفيفة، فالكل على سفرة واحدة من مختلف الأحياء والبيوتات، وهذا في حد ذاته يجسد لحمة الإخاء وصلة الرحم التي حث عليها الشارع المقدس، مضيفًا أن علماء ووجهاء البلد هم في طليعة الحضور ويستقبلون المهنئين بالعيد. ويشير المشرف على الحفل جعفر محمد إلى أن وجبة الإفطار هي "قطية" يساهم فيها الأهالي بمبالغ بسيطة دون أن تكون هناك كلفة على أحد، مؤكدا أن الجميع يعرفون أن الهدف منها هو الاشتراك والجلوس على مائدة واحدة ونفس واحدة، فهناك أصدقاء وأقارب شغلتهم هموم الحياة وظروف العمل-من منطقة إلى أخرى- ولا يتزاورون أو يلتقون إلا في مثل هذه المناسبة. ويشرف على هذه الحفلات شباب متطوعون يخدمون أهليهم وذويهم من دون مقابل.