في الوقت الذي اشتكت فيه سيدات الأعمال يستثمرن في صوالين التجميل النسائية من السطو الأجنبي المخالف على تجارتهن والإضرار بمصالحهن، من خلال انتشار وافدات امتهن "تجارة الشنطة" لتقديم خدمات التجميل في المنازل، أرجعت مديرة إدارة مراقبة الأسواق في أمانة المدينةالمنورة نهلة صالح مظهر، الخلل إلى ضعف ثقافة المجتمع، مؤكدة أنه يصعب القضاء على هذه الظاهرة دون تفاعل من المواطنين مع الجهات الحكومية. وقالت مظهر ل"الوطن" أمس، إنه رغم صدور منشور تثقيفي من جهتين حكوميتين، هما وزارتا الصحة والتجارة، يحذر من التعامل مع تجار الحقائب الصحية وأدوات التجميل، إلا أن الظاهرة لا تزال مستمرة وما زالت هؤلاء النساء يطرقن أبواب المنازل، مبينة أن ما تعرف ب"كوافيرة الشنطة" لا تزال تهدد الصوالين النسائية، ويصعب على الجهات الرقابية إيقافها، ما يستدعى تعاون المواطنين للقضاء على تلك التجارة المشبوهة. وأوضحت مظهر أن أمانة منطقة المدينةالمنورة تعمل جاهدة للحد من انتشار هؤلاء، كون ما يمارسنه تجارة مخالفة للشروط الصحية في المقام الأول. وأبدت أسفها حول زيادة أعداد المخالفات من الوافدات وهن من جنسيات مختلفة ودخولهن في هذا المجال الذي بدأ يتنامى بسبب استجابة سيدات وشابات المجتمع لهن واستقبالهن في المنازل والترويج لهن في المجالس العامة مما أسهم في زيادة أعدادهن. وأضافت مظهر "لو أن كل سيدة أغلقت باب منزلها في وجه تجارة الزينة المتنقلة وكلفت نفسها بالتعامل مع محال تجارية مرخصة تخضع لرقابة الجهات الحكومية واشترت بذلك أمن صحتها، لتقلصت أعداد المخالفات، خاصة أنهن يستخدمن أدوات تجميل مجهولة المصدر ولا تخضع للرقابة الصحية والتجارية، غير أن الكسل والاستهتار بفتح أبوب المنازل لهؤلاء لا يخدمان الجهود الحكومية للحد من هذه المشكلة". "الوطن" زارت عددا من محال التجميل في المنطقة، حيث هاجمت ياسمين عبدالحميد وهي إحدى سيدات الأعمال والتي تعمل في محل تجميل، من وصفتهن بالمتاجرات بالصحة العامة، مؤكدة أن انتشارهن سبب لها ولزميلات مهنتها خسائر مادية بسبب تناقص أعداد الزبائن. وأوضحت ياسمين أن الوافدات يزداد عملهن بعد موسم الحج، مما يدل على أنهن يقمن في البلاد بطريقة غير نظامية، حيث تحمل عدد من الوافدات من جنسيات مختلفة حقائب تحوي أدوات التجميل والبشرة ويعملن في المنازل بدون رقابة أو تصريح لمزاولة مهنة الكوافيرة، مما تسببن في تراجع زيارة السيدات للمشاغل والصوالين التجميلية المصرح لها، وقد وجدت نساء المجتمع في تاجرة الشنطة سرعة الإنجاز والخدمة المنزلية، دون الجلوس في مقاعد انتظار الصوالين النسائية، مما أسهم في انتشار هذه التجارة. من جانبها، أكدت رئيسة لجنة المشاغل النسائية بالغرفة التجارية الصناعية بالمدينةالمنورة أسيل سلطان أن زيادة أعداد المخالفات في تجارة الشنطة جاء بعد صدور قرار وزارة العمل الذي ينص على أنه غير مصرح للوافدات العمل ومزاولة أعمالهن إلا بعد نقل الكفالة، ومن هنا بدأ انتشار "كوافيرات الشنطة" في المجتمع لأنه تم منعهن من العمل في المشاغل النسائية، فبالتالي فإن الحل الأسهل لهن هو العمل في منازلهن ومزاولة هذه المهنة بعيداً عن أنظار البلدية ووزارة العمل. وأضافت: "كان يجب أن تتم دراسة هذا القرار قبل إصداره، فقد فوجئت سيدات الأعمال بالقرار من وزارة العمل، حيث إنه للأسف لا يوجد في سوق العمل سعوديات يجدن وبجدارة العمل ككوافيرات بالمشاغل النسائية". وطالبت سلطان في خطاب تم تقديمه من الغرفة التجارية إلى المدير العام لفرع مكتب العمل بمنطقة المدينةالمنورة - حصلت "الوطن" على نسخة منه - بإلزام تاجرات الشنطة بإصدار رخصة عمل وشهادة صحية مثل المشاغل وفرض زكاة ودخل (لاختلال ميزان المنافسة بين المشاغل وبينهن لصالحهن)، وذلك للحد من الخسائر لصاحبات المنشآت الملتزمات بجميع الاشتراطات الحكومية.