رغم إرجاء الوساطة الأفريقية محادثات السلام بين الحكومة السودانية ومتمردي الجبهة الثورية الذين يقاتلونها في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، إلا أن مراقبين توقعوا قرب الوصول إلى توقيع اتفاق نهائي ينهي الحرب المشتعلة بين الجانبين، التي تسببت في نزوح أكثر من مليون شخص. وكان كبير وسطاء الاتحاد الأفريقي ثابو مبيكي قد أعلن إرجاء المحادثات التي انطلقت الأسبوع الماضي في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، مشيرا إلى أن الاتفاق ليس ببعيد. وقال "أظهر الطرفان جدية كبرى خلال المحادثات التي استمرت أسبوعا، وبصورة فعلية أقول إننا لسنا بعيدين عن التوصل إلى اتفاق السلام الذي تحتاجه البلاد". ورغم انتهاء عدة جولات تفاوض سابقة دون التوصل إلى نتيجة، حيث لم يتمكن الطرفان من إعلان وقف إطلاق النار. إلا أن قادة الطرفين اعتمدوا لهجة أكثر إيجابية هذه المرة، وقال رئيس الوفد السوداني إبراهيم غندور "نتقدم نحو الوصول إلى السلام، فقد جئنا بقلب مفتوح للتوصل إلى السلام ومن أجل وقف معاناة شعبنا". وبدوره، قال رئيس وفد المتمردين ياسر عرمان "نحن مصممون على أن تتغير الأمور في السودان، ونعتقد أننا على الطريق الصحيح". من جهة أخرى، رفضت الحكومة السودانية، أمس خروج ورشة بناء الثقة حول قضايا الحدود مع دولة الجنوب التي ينظمها الاتحاد الأفريقي بتوصيات وبرنامج لترسيم الحدود المختلف عليها بين البلدين. وأوضح رئيس وفد السودان المشارك في الورشة بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، الرشيد هارون، وزير الدولة بالرئاسة السودانية، أن الورشة تهدف لبناء الثقة حول قضايا الحدود والوقوف على التجارب العالمية وتحديد الاحتياجات الخاصة بالترسيم إلى جانب الوقوف على برنامج الاتحاد الأفريقي في هذا الجانب. ولا ينبغي أن تتطرق لقضايا أخرى. وقال: إن جنوب السودان متفاعل بشأن ترسيم الحدود والمضي به ليشمل المجموعات السكانية حتى تعيش في استقرار، مبينا أنهم على استعداد للتعاون وعقد الاجتماعات المقبلة في جوبا أو الخرطوم.