تصاعدت الأحداث بصورة سريعة في الأراضي العربية المحتلة، حيث أقدم فلسطينيان على مهاجمة مجموعة من الإسرائيليين في كنيس يهودي في حي هار نوف في القدس الغربية، مما أدى إلى مقتل 4 أشخاص وجرح 5 آخرين، جراح بعضهم خطيرة، قبل أن يستشهدا برصاص شرطيين إسرائيليين وصلا إلى المكان. وقال سكان محليون في حي جبل المكبر في القدسالشرقية إن غسان وعدي أبو جمل، وهما أبناء عم، نفذا الهجوم قبل أن تعلن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مسؤوليتها عن العملية. ورغم إدانة الرئيس الفلسطيني محمود عباس للعملية، إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حمله المسؤولية الكاملة عن هذه العملية متهما إياه بالتحريض. وكانت العشرات من سيارات الإسعاف وقوات كبيرة من الشرطة الإسرائيلية وصلت في ساعة مبكرة من صباح أمس إلى حي هار نوف في القدس الغربية وشرعت بنقل المصابين. بعد مقتل الفلسطينيين اللذين تقول مصادر إسرائيلية إنهما عملا في محل تجاري قريب. وهار نوف هو المكان ذاته الذي اكتشفت فيه في الساعات الأولى من صباح أول من أمس جثة الفلسطيني يوسف الريموني، الذي تؤكد عائلته أنه اغتيل بواسطة 6 مستوطنين قاموا بشنقه، بعد الاعتداء عليه بالضرب. وفور وقوع الحادث، اندفعت قوات كبيرة من الشرطة الإسرائيلية إلى حي جبل المكبر لمداهمة منازل منفذي العملية، إلا أن سكان المنطقة ردوا بمواجهات عنيفة. ورشقوا قوات الاحتلال بالحجارة والزجاجات الفارغة والمفرقعات النارية، فيما ردت الأخيرة بإطلاق الرصاص المطاطي وقنابل الغاز مما أدى إلى إصابة 14 شخصاً. كما أغلقت الحي ومنعت الدخول أو الخروج منه في وقت نفذت فيه حملة اعتقالات في صفوف المتظاهرين طالت 9 فلسطينيين. وقد دانت الرئاسة الفلسطينية العملية وقتل المدنيين وقالت في بيان "دانت الرئاسة على الدوام عمليات قتل المدنيين من أي جهة كانت، وهي تدين اليوم عملية قتل المصلين التي تمت في أحد دور العبادة في القدس الغربية، كما تدين كل أعمال العنف أياًّ كان مصدرها، وتطالب بوقف الاقتحامات للمسجد الأقصى واستفزازات المستوطنين وتحريض بعض الوزراء الإسرائيليين". وأضافت "تؤكد الرئاسة أنه آن الأوان لإنهاء الاحتلال والقضاء على أسباب التوتر والعنف، مؤكدين التزامنا بالحل العادل القائم على أساس حل الدولتين، وفق قرارات الشرعية الدولية، والحفاظ على جو التهدئة والتفاهمات التي تمت مع الملك عبدالله الثاني ووزير الخارجية الأميركي جون كيري في عمان". إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رد بغضب على الهجوم وقال: "سنرد بشكل حازم على القتل الهمجي ليهود جاؤوا للصلاة، وهذه نتيجة مباشرة للتحريض الذي يقاد من قبل أبي مازن وحماس، والذي يتجاهله المجتمع الدولي بشكل غير مسؤول". مشيراً إلى عزم حكومته تسهيل حمل السلاح للمستوطنين في القدس "لحماية أنفسهم". بدورها، باركت حركة "حماس" العملية واعتبرتها بداية انتفاضة وقال عضو مكتبها السياسي موسى أبو مرزوق: "نحن على أبواب انتفاضة حقيقية عنوانها القدس والأقصى والاستيطان، كوكبة الشهداء الأبرار وآخرها غسان وعدي أبو جبل هم منارات على هذه الأبواب". وأضاف في تعليق على صفحة "فيسبوك" "اليوم أصوات الصهاينة من الرسميين والمتدينين يطالبون بوقف ذلك، وليس هذا إلا من النتائج الأولى لهذه الانتفاضة المباركة".