بينما أعلنت جماعة الحوثي المتمردة أمس موافقتها على الحكومة اليمنية الجديدة برئاسة خالد بحاح رغم تحفظها على بعض الوزراء، بدأ الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، ورئيس الوزراء الجديد، يحشدان لإنجاح الحكومة التي تم تشكيلها نهاية الأسبوع الماضي، بهدف تمكينها من الحصول على ثقة مجلس النواب، الذي يهيمن عليه حزب المؤتمر الشعبي العام بزعامة الرئيس السابق علي عبدالله صالح، في خطوة أولى نحو استعادة الدولة التي استباحتها المليشيات المسلحة بعد الاستيلاء عليها في شهر سبتمبر الماضي. وأكد هادي في لقاء عقده أمس لأعضاء مجلسي النواب والشورى والحكومة أن هناك تحديات باستعادة هيبة الدولة ومكانة الجيش والأمن وتوفير الأمن والاستقرار ومناهضة الفقر وإنقاذ البلاد من انهيار اقتصادي يكاد يكون وشيكاً، مشيرا إلى أن الجميع حاليا أمام خيارين لا ثالث لهما، أولهما خيار استعادة وبناء الدولة على أسس حديثة ومتينة والانطلاق نحو اليمن الاتحادي الجديد أو الاستسلام والإسهام بشكل مباشر وغير مباشر في إضعاف الدولة ومؤسساتها لصالح الفوضى والعنف والتمترس خلف يافطات حزبية أو مناطقية أو طائفية أوغيرها. وطالب هادي الجميع بالتركيز على تهيئة الظروف الملائمة للاستفتاء على الدستور وإجراء الانتخابات وبناء اليمن الاتحادي الجديد على أساس مخرجات الحوار الوطني. من جهته، قال رئيس مجلس الوزراء خالد بحاح: "إن حكومته شرعت منذ يومين في مناقشة برنامجها للمرحلة المقبلة واستقرت على الأولويات الملحة، وهي أولويات ذات طبيعة سياسية واقتصادية وأمنية، وأوضح أنه لا شيء أشد إلحاحاً اليوم من المضيِ في تنفيذ المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني واتفاق السلمِ والشراكة، الذي يمثل تنفيذ بنوده الرهان الأكبر ليس على الحكومة فقط، بل على الأطراف السياسية الموقعة عليه أيضاً. واعتبر بحاح أن أهمية هذا الاتفاق تكمن في أنه يهيئ الأرضية السياسية والأمنية اللازمة لقيام الحكومة بدورها، وتأكيداً لحضور الدولة في قلب المشهد الوطني المضطرب، مُعززةً الثقة لدى الجميع بحاضر وطنهم ومستقبله. وكان مساعد بالرئاسة قد أعلن أمس، أن الحوثيين وافقوا على الحكومة اليمنية الجديدة، وذلك رغم اعتراضهم على بعض الوزراء بالحكومة، كما أشاد أمس عضو جماعة الحوثيين صالح الصماد الذي عينه الرئيس هادي مستشارا سياسيا في سبتمبر الماضي بالحكومة الجديدة. وأثنى الصماد في صفحته على فيسبوك، على قوة وشجاعة وإقدام رئيس الوزراء والوزراء الأكفاء الذين يتحملون المسؤولية في هذه الفترة الحساسة.