لكل إنسان أهداف يطمح لتحقيقها، وتختلف تلك الأهداف من حيث أهميتها وأولوية تحقيقها، ويتجلى الفرق بين هذا وذاك في الفهم الحقيقي لأهمية تلك الأهداف في حياته والاستعداد النفسي للتخطيط لها، والبدء بتنفيذها وفق إمكاناته المختلفة بالطريقة التي تحقق له ما يطمح إليه بأقل جهد وتكلفة. إن معظم الناس في الواقع لا يتمتعون بالاستعداد الكافي لتحقيق أحلام حياتهم المختلفة وتحويل الخيال إلى واقع، ويرجع السبب إلى الفروق بينهم في الثقة بالله أولا ثم في النفس ودرجة الصبر وتحديد مواطن القوة والضعف والتخطيط الجيد، وتحديد الهدف بوضوح. فأول خطوات النجاح تكمن في التوكل على الله والثقة به، ثم الثقة بقدراتك فهي المحرك الأساسي لتحقيق هدفك والوصول إلى حلمك، فلا تكن ممن يقللون من قدراتهم ويحلمون فقط دون أن يبذلوا الجهد لتحقيق أهدافهم، ولذلك يجب أن تبتعد عن التفكير السلبي وتستبدله بالتفكير الإيجابي. لكلٍّ منّا مواطن قوة ومواطن ضعف؛ تعرّف على تلك النقاط فأنت الأصدق والأقرب لتحديدها، وبذلك سوف تعطي لنفسك القدرة على تخطي الجوانب السلبية واستثمار الجوانب الإيجابية في سبيل نجاحك. والأهم في طريق تحقيق الحلم هو تحديد ماذا تريد، فعندما تشعر بعدم الرضا عن وضعك الحالي فإنك تتمنى وتأمل بتغيير مسار حياتك الوظيفية أو الشخصية، ولن يحدث ذلك ما لم تحدد منطقة الوصول بدقّة، وهل ذلك جدير بالتضحية والتغيير أم لا؟ فأنت من يحكم. يقول: ستيف جوبز في خطابه قبل سنوات في جامعة ستانفورد "اعمل ما تحبه وما يحمسك ويشعل الحيوية فيك"، فأساس النجاح هو الرغبة والعشق للعمل الذي تقوم به. الأحلام تبقى خيالا ما لم تبادر وتبدأ الخطوة الأولى لتحويلها إلى واقع، ولن تستطيع الاستمرار ما لم تجد الدعم من المقربين الذين يثقون ويؤمنون بقدراتك سواء كان دعما معنويا أم ماديا، وتأكد أنك ستواجه الكثير من العقبات، ومنها على سبيل المثال أولئك الذين لا هم لهم سوى التقليل من نجاحات الآخرين ولو بذلوا نصف جهدهم في نقد الآخرين لتحسين أوضاعهم لتمكنوا من ذلك بسهولة، ولكن من يمتلك الإصرار والثقة هو من يحول تلك العقبات إلى دعم حقيقي لتحقيق الإنجاز والهدف، والوصول إلى القمة.