اختلطت أمس فرحة عيد أهالي أحياء شرق جدة التي اجتاحتها السيول في التاسع من ذي الحجة العام الماضي بذكرى "فاجعة الغرق" التي فقد بعضهم خلالها عددا من أفراد أسرته كونها فرحة العيد الأول الذي يقضونه دون مشاركة مفقوديهم. وبالرغم من الجهود التي بذلتها مختلف القطاعات الحكومية لإعادة الحياة من جديد لتلك الأحياء التي اجتاحتها السيول، إلا أن مصلى العيد الذي احتضن أمس معظم سكان الأحياء المنكوبة لم يكن أفضل حظا من حالهم، وأدى 90% منهم صلاة العيد على الرمل وسط عطل ضرب مكبرات صوت الإمام خلال الصلاة والخطبة، مما أجبر كثيرا من المصلين على المغادرة قبل انتهاء الخطبة التي لم يسمعها إلا من حالفه الحظ ليكون في الصف الأول في المصلى. "الوطن" حضرت أمس في مصلى مسجد "العروة الوثقى" شرق حي قويزة، ورصدت معاناة أهالي 5 أحياء يكتظون في المصلى الذي انتشرت في جنباته رمال كثيفة خلفتها السيول، وإلى جواره بحيرات من مياه الصرف الصحي، علاوة على عدم تهيئته تقنيا، أو تجهيزه بالفرش والتنظيف لأداء صلاة العيد. وأكد المواطنون محمد الغامدي، وفارس الحربي، وفهد المطيري من سكان مخطط المساعد بقويزة جدة، أن هذا العيد هو الأول بعد كارثة السيول التي اجتاحت حيهم، وأنهم استذكروا أمس فاجعة السيول التي أفقدتهم منازلهم وسياراتهم وعددا من أقاربهم وأصدقائهم ليلة عيد الأضحى العام الماضي. وأوضحوا أن جميع جيرانهم من سكان الأحياء المنكوبة لابد أن يستذكروا الفاجعة، وأن بعضا منهم توجه إلى المقابر لزيارة ذويهم الذين استشهدوا غرقا في السيول. وأشاروا إلى أن مصلى العيد الوحيد الذي يقبع وسط الأحياء المنكوبة يكشف عن مدى الإهمال الذي تعانيه هذه الأحياء، وأن أكثر من 90% من المصلين افترشوا الرمل لعدم تجهيز المصلى. وذكر المواطن إبراهيم محمد أن يوم أمس لم يمر دون تذكر سكان الأحياء المنكوبة لفاجعة السيول، حيث تذكر ذوو الشهداء أبناءهم وبناتهم الذين قضوا غرقا في الكارثة. وطالب المواطن علي الحربي مسؤولي إدارة الأوقاف والمساجد وأمانة جدة بإعادة النظر في تجهيز مصلى العيد الوحيد شرق قويزة، ومراعاة نظافته وتسويته، ومعالجة طفوحات المياه التي تغمر الشوارع المجاورة له. وكان أمين جدة الدكتور هاني بن محمد أبو راس قد وقف ميدانيا في أول يوم دوام له على مشكلات مخطط المساعد شرق جدة، وأعطى المواطنين وعداً قاطعا بأن تتم دراسة مشكلات الطفح والنظافة، وأن يتخذ حيالها حلا جذريا ونهائيا. وأكد أنه وجه بتشكيل لجنة عاجلة لدراسة مشكلات الحي.