فيما يتوقع في أي لحظة إكمال دخول المئات من قوات البشمركة العراقية لمدينة عين العرب "كوباني"، دخل المدينة أمس 150 من مقاتلي الجيش السوري الحر، عبر الأراضي التركية من معبر مرشد بينار الحدودي، لمساندة وحدات حماية الشعب الكردية ضد تنظيم الدولة "داعش". وأضافت مصادر من داخل المدينة المحاصرة أن المقاتلين عبروا برفقة سيارات محملة برشاشات متوسطة وثقيلة، وأضافت المصادر نفسها أن الساعات القادمة ستشهد دخول مجموعات أخرى من المقاتلين السوريين. وقال المسؤول عن العلاقات الخارجية في حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي إبراهيم كوردو في تصريحات صحفية إن هناك فصائل عدة من الجيش السوري الحر تحارب إلى جانب المقاتلين الأكراد في عين العرب. ورحب بإعلان فصائل ثورية أخرى استعدادها للانضمام للقتال، في إشارة إلى ما أعلنه القائد في الجيش الحر عبد الجبار العكيدي قبل أيام عن تكليفه بتشكيل فرقة مؤلفة من ألف مقاتل للتوجه إلى عين العرب. إلى ذلك، يتواصل تجمع قوات البشمركة العراقية في الأراضي التركية قبيل دخولها إلى مدينة عين العرب، حيث وصل المئات إلى مطار "شانلي أورفا" جنوب شرق تركيا، محملين بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة. في الأثناء، واصل التحالف الدولي غاراته الجوية المكثفة على مواقع تنظيم الدولة، حيث شن 9 غارات جوية استهدفت مواقع يوجد فيها مقاتلو داعش، خاصة قرب معبر "مرشد بينار"، إضافة إلى مواقع للتنظيم في المربع الأمني للمنطقة التي يسيطر عليها في المدينة. وقال شهود عيان إن القوات الكردية استفادت من هذه الغارات، فشنت هجوماً على مواقع التنظيم في حي الصناعة، في حين لا تزال الاشتباكات مستمرة على أكثر من محور. وكان كوردو قد وصف الوضع العسكري في عين العرب بأنه يسير في صالح وحدات حماية الشعب منذ 15 يوماً وحتى الآن، موضحا أن الضربات الجوية للتحالف أسهمت في سيطرة الأكراد على حوالي 70% من المدينة. في سياق ميداني، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن تنظيم الدولة فقد الاتصال مع نحو 30 من عناصره في شمال غرب المربع الحكومي الأمني في عين العرب، ولا يعلم حتى اللحظة، ما إذا كانوا قد لقوا مصرعهم خلال اشتباكات مع وحدات حماية الشعب الكردي، أو خلال قصف لطائرات التحالف، أم أنهم فروا نحو الحدود التركية. وعلى صعيد الوضع داخل سورية، أشار المرصد إلى وقوع اشتباكات عنيفة بين مقاتلي حركة حزم ومقاتلي جبهة النصرة أمس على حاجز لحركة حزم، في ريف حلب الغربي، ما أدى لمصرع عدد من مقاتلي النصرة، بينما تشهد منطقة الأتارب بريف حلب الغربي ومنطقة الفوج 46 توتراً عقب الاشتباكات، وحالة ترقب لما ستؤول إليه الأمور. وفي ريف دمشق، قالت شبكة مسار برس إن الثوار استعادوا أمس السيطرة على قرية حوش الفارة في الغوطة الشرقية، وذلك بعد اشتباكات مع قوات الأسد أسفرت عن مقتل 7 منها وتدمير آليتين عسكريتين واغتنام أسلحة وذخائر. في المقابل؛ شن الطيران الحربي غارتين جويتين على أطراف بلدتي عربين وزبدين ومنطقة مرج السلطان، مما أوقع عددا من الجرحى. وفي العاصمة دمشق دمر الثوار دبابة في حي جوبر وقتلوا طاقمها، كما قتلوا عنصرين من قوات الأسد قنصا في اشتباكات بمحيط حي التضامن. وفي حمص لقي 30 من جنود النظام مصرعهم في هجوم شنه مقاتلو داعش على حقل شاعر للغاز في حمص، وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في تصريحات صحفية "قتل 30 شخصا على الأقل من حراس الحقل عندما هاجم عناصر من تنظيم الدولة الموقع، وهناك قتلى في صفوف المتشددين، لكن من الصعب تحديد عددهم".