انتقد رئيس نادي تبوك الأدبي الدكتور نايف الجهني ما عده صرامة الأندية الأدبية في التعاطي مع النشر، مؤكداً أنها تسببت في عرقلة حركة الإبداع والنشر الأدبي في السعودية، ذاهيا إلى أن العمل الإبداعي أصبح يعامل معاملة الرسائل العلمية، يمر بخطوات ليست ضرورية، لافتا إلى عدم وجود معايير واضحة لتقييم الأعمال الإبداعية خصوصاً في مجال الشعر والرواية، على حد قوله. وأضاف الجهني، الذي عرف في الساحة شاعرا يكتب القصيدة العامية والفصحى، قبل أن يصدر رواية "الحدود" منذ أعوام، في حديثه ل"الوطن": يجب أن نتنازل قليلاً عن بعض الشروط الصارمة التي يفرضها المحكمون قبل الموافقة على نشر أي نتاج، فكل هذه الشروط والقيود هي التي أسهمت في توسيع الفجوة بين الأندية والجمهور من الشباب. وأبدى الجهني استغرابه من تركيز بعض الأندية على النشر العلمي البحت، الذي رآه مهماً لكنه أخذ نصيباً أكبر من نشر الإبداعي الذي هو لغة العصر للتواصل مع الشباب، لافتا إلى أن المسارات التدريبية التي انتهجها أدبي تبوك أخيرا، ستسهم بشكل كبير في تقريب المسافات مع المبدعين، داعياً هؤلاء المبدعين إلى التواصل مع لجنة المطبوعات بالنادي للاستفادة من خدماتها. ورأى الجهني الحامل في تجربته خبرة إدارة فرع جمعية الثقافة والفنون بتبوك قبيل رئاسته النادي، عدم وضوح الرؤية لدى الأندية الأدبية، متسائلا: هل هي موجهة للنخب أم للشباب والمجتمع بشكل عام؟ وتابع "يجب على الأندية بالتعاون مع وزارة الثقافة والإعلام أن تخرج من مأزق النخبوية، مثنياً على مواقف وزير الثقافة والإعلام التي تؤكد رؤيته دائما استقلالية الأندية. وحول تكليف الدكتور أحمد قران بإدارة الأندية الأدبية أخيرا، قال الجهني: "الجميع يحاول بذل الجهد، وهناك تفاؤل بالإدارة الجديدة، مع الأمل أن لا تقتصر متابعتها على بحث المشاكل الداخلية في الأندية، فهذه تعنى بها الجمعيات العمومية، مطالباً بالتركيز على إيجاد فرص لنمو وتطور الأندية وإشراكها في الفعاليات التي تنظم خارج المملكة، معتبراً أن غياب ذلك كان من أخطاء الإدارات السابقة. وكان مجلس إدارة نادي تبوك الأدبي أقر خلال اجتماعه أول من أمس، خطة شاملة للتنمية الثقافية في المجتمع من خلال الأنشطة التدريبية ومنها فتح باب التواصل مع الشباب الموهوبين والراغبين في تنمية مهاراتهم بشكل علمي واستقطابهم بما يثري تجاربهم، والخروج عن نمط المحاضرات التقليدية. وأكد نائب رئيس المجلس المتحدث الإعلامي للنادي عبد الرحمن العكيمي أن الخطة تهدف لتنمية وصقل المواهب على أسس صحيحة. وأبان أن الخطة سيبدأ تطبيقها خلال الأسبوع المقبل، في موضوعات مختلفة، منها استخدام المهارات العقلية في العمل الإبداعي وفنون التواصل اللغوي ومهارات الكتابة السردية والخطابة، فضلا عن برامج تدريبية متخصصة في النحو والنقد والشروحات والقراءات التاريخية.