رفض الحوثيون دعوة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي لسحب مسلحيهم من العاصمة صنعاء وبقية مدن "البلاد المحتلة"، وقرروا التصعيد بعد بدئهم لحملة دهم واعتقالات بحثاً عن عناصر تنظيم القاعدة في العاصمة صنعاء، في وقت ازدادت فيه المعارك شراسة في البيضاء بين جماعة الحوثي وأعضاء تنظيم القاعدة، الذين تمكنوا من إسقاط طائرة أميركية بلا طيار "درون"، التي وجهت ضربات متتالية إلى معاقل التنظيم خلال اليومين الماضيين، وأسفرت عن سقط عشرات القتلى والجرحى. وبعد يوم من خطاب ساخن ألقاه الرئيس هادي طالب فيه جماعة الحوثي بسحب مسلحيهم من العاصمة صنعاء وبقية المدن التي احتلوها بعد سيطرتهم على العاصمة في ال21 من سبتمبر الماضي وترك محاربة "القاعدة" للجيش، صعد الحوثيون من غضبهم وبدؤوا بحملة اعتقالات وتمشيط لمنازل وأحياء في صنعاء للبحث عن أشخاص يشتبه في انتمائهم للقاعدة. وتزامنت حملة الاعتقالات التي دشنتها جماعة الحوثي بصنعاء مع تجدد مظاهر الانتشار المسلح للجان الشعبية التي كان العديد منها قد غادر مواقعه جراء سحب قيادة جماعة الحوثي للعديد منها للمشاركة في المواجهات التي يخوضها الحوثيون في عدة مناطق ضد مسلحي القاعدة. وترافق تجدد الانتشار المسلح للجان الشعبية التابعة لجماعة الحوثي مع انحسار متجدد لحضور قوات الأمن التابعة لوزارة الداخلية التي كانت قد بدأت عملية انتشار نسبي في عدد من الشوارع الرئيسة بالعاصمة، بخاصة بعد أن غادر وزير الداخلية اللواء الركن عبده حسين الترب صنعاء ومنح صلاحياته لنائبه اللواء علي ناصر لخشع، المحسوب على الرئيس هادي. وفي تصعيد غير مسبوق، بادرت مجاميع مسلحة من الحوثيين باقتحام حرم جامعة صنعاء وإعلان حل الاتحاد العام لطلاب اليمن، الذي يسيطر عليه حزب التجمع اليمني للإصلاح. في غضون ذلك، استعرت المعارك بين جماعة الحوثي وعناصر تنظيم القاعدة في محافظة البيضاء، وسط البلاد، حيث تمكنت عناصر التنظيم من استعادة منطقة المناسح التي سبق وأن استولى عليها الحوثيون، وأسقطوا طائرة أميركية بلا طيار. وبحسب مصدر قبلى من آل الذهب الموالية للقاعدة فى المناسح، فإن القبائل أسقطت الطائرة التى حاولت توجيه غارة جوية ناحيتهم، مشيرا إلى أن الطائرة حلقت على علو منخفض لتستطيع تحديد هدف القبائل دون الحوثيين المحاصرين فى المناسح وهذا ما ساعد القبائل فى إسقاطها بسهولة. وأشار إلى أن هذه هى الطائرة الثانية التى تسقطها القبائل منذ مساء أول من أمس، لافتاً إلى أن القبائل لا تزال تختبئ خلف الجبال، تحسباً لأية ضربات جوية يمنية وأميركية، موضحاً أن الغارات قتلت العديد من المدنيين خلال اليومين الماضيين، ما جعل القبائل تعلن تأييدها الكامل لعناصر القاعدة. وأكدت مصادر محلية أن الحوثيين لا يزالون محاصرين من قبل القبائل من جميع الاتجاهات التى تحيط بمنطقة المناسح التى سيطر عليها الحوثيون منذ الأحد، لافتا إلى مقتل ما لا يقل عن 30 حوثياً.