كعادته في كل مكان يثير اسم "إسرائيل" الجدل واللغط بين المبدعين العرب في مختلف المجالات. هذه المرة كان الميدان ساحة المصورين السعوديين، الذي بدا ساخنا أمس بحوارات عديدة عبر وسائل التواصل الاجتماعي وخصوصا مجموعات ال"واتس أب". بعد أن أعلن عن إقامة فعالية فنية تقام تحت مظلة ورعاية الاتحاد الدولي للتصوير الفوتوجرافي "فياب" لمصوري الشرق الأوسط ودول العالم الأخرى قد تشارك فيها "إسرائيل"، قيل في البداية إنها ستقام في السعودية، وهو ما ثبت أنه غير صحيح بتاتا، حيث تبين لاحقا أن المكان الحقيقي لإقامة الفعالية هو العاصمة المصرية القاهرة، لكن المنظمين مصورون من ثلاث دول هي(السعودية، البحرين، مصر). وجاءت التساؤلات والجدل بين المصورين السعوديين على خلفية أن أي مسابقة يشرف عليها الاتحاد الدولي "فياب" تكون المشاركات فيها مفتوحة لجميع الجنسيات، ولذلك كان اسم "إسرائيل" موجودا في خيارات الدول المشاركة على موقع الفعالية. ومما زاد الغموض والتكهنات وتبادل التهم بين بعض المصورين، هو غموض الجهة المنظمة في بداية الأمر، حتى وصل الأمر بأحدهم أن يتهم "نادي فوتوجرافيي الشرق الأوسط" الذي يتخذ من الرياض مقرا له، بأنه مسؤول عن تنظيم الفعالية مما حدا برئيس النادي المصور يونس السليمان أن يرد قائلا: لا علاقة لنا بتاتا بهذا الأمر، واسألوا الجهة الرسمية، حيث من المعروف أن أي فعالية يرعاها ويشرف عليها الاتحاد الدولي للتصوير الضوئي المعروف ب"فياب"، لابد أن تكون بموافقة الجهة الرسمية في البلد المستضيف والمنظم. بدوره أوضح رئيس الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون سلطان البازعي أن هذه الفعالية عبارة عن تجمع فني تحت اسم "حلبة الشرق الأوسط للتصوير الضوئي الكبرى" وهي موجهة لمصوري دول العالم، ومقر إقامتها في العاصمة المصرية "القاهرة"، أما المنظمون فهم فنانون أعضاء في الاتحاد الدولي للتصوير الضوئي" فياب" من ثلاث دول عربية هي: السعودية ومصر والبحرين، وبالطبع هؤلاء الفنانون مستقلون، لكنهم ينسقون مع ممثلي "فياب" في دولهم، فمثلا الفنانون السعوديون لابد قبل تنظيم أي فعالية تحمل اسم المملكة أن ينسقوا مع ممثل ومنسق "فياب" في المملكة الفنان عيسى عنقاوي. وعن موضوع احتمال المشاركة الإسرائيلية في "حلبة التصوير هذه في ظل وجود منظم سعودي ضمن المنظمين. قال البازعي: أنظمة ال"فياب" تسمح لجميع الدول الأعضاء بالمشاركة إذا رغب فنانون منها، ولكن لو كانت الفعالية داخل المملكة، فلن يشاركوا بحكم أن المملكة لا تقيم أي علاقات من أي نوع مع "إسرائيل" ، لكن في مصر الأمر مختلف إلى حد ما ، بحكم أن هناك علاقات سياسية بين مصر وإسرائيل فلا يمكن منع مشاركة فنانين منها في حال تقدموا. وعن افتراض أن هناك معرضا فنيا نتج عن هذه الفعالية، وكان هناك طلب لعرض الأعمال المشاركة في هذه "الحلبة" في المملكة، ما موقف جمعية الثقافة والفنون، قال البازعي" بالطبع إذا كانت هناك أعمال إسرائيلية مشاركة فلن نسمح بعرضها بتاتا". وبالعودة إلى الجدل الذي اشتعل أمس بهذا الشأن اشتكى المصور يونس السليمان مما وصفه ب" محاولات اختراق ضخمة" لحسابه الشخصي إلى جانب حساب "نادي فوتوجرافيي الشرق الأوسط" على "تويتر". لكنه امتنع في حديث ل"الوطن" عن اتهام أي شخص أو جهة بهذا الأمر، بل ورفض الربط بين ما حدث وبين الجدل الذي كان طرفا فيها بشأن موضوع مشاركة إسرائيل في تلك "الحلبة الفوتوجرافية".