نجحت مجموعة من الشباب العاشق للتصوير الفوتوجرافي في تأسيس "نادي فوتوجرافيي الشرق الأوسط" في مدينة الرياض، حيث قبلت عضوية المتقدمين من الشرق الأوسط باستثناء "إسرائيل".. فما قصة هذا النادي، وكيف جاء استبعاد الإسرائيليين؟ ولماذا نجح النادي في توفير دعم مالي جيد في الوقت الذي فشلت فيه العديد من المؤسسات الثقافية؟ هذه الأسئلة وغيرها، أجاب عليها ل"الوطن"، رئيس مجلس إدارة "نادي فوتوجرافيي الشرق الأوسط" المصور يونس السليمان.. فماذا قال؟ كيف بدأت فكرة النادي، وهل يتبع لأي منظمة دولية؟ فكرة النادي جاءت أثناء حضوري مؤتمرا للاتحاد الدولي للتصوير في "سلوفاكيا" عام 2008 حيث كان الحديث مع أعضاء كونجرس الاتحاد عن الأندية الناشئة وانتشارها في العالم، بينما الحراك الفوتوجرافي على مستوى وطننا لا يرتقي للحراك العالمي من حيث الأندية ومساهمتها في التفاعل على الصعيد الدولي وبعد عودتي إلى السعودية، كانت المخاطبات مع الاتحاد الدولي إلى الاعتراف بالنادي بحيث يكون تحت مظلة الاتحاد الدولي للتصوير وهو أعلى منظومة للتصوير في العالم واستغرقت المخاطبات عاما ونصف العام، ثم كان تدشين وإشهار النادي في مؤتمر الاتحاد الدولي للتصوير بينالي هانوي 2010 في فيتنام ضمن أعمال الجمعية العمومية للاتحاد الدولي وكانت صحيفة "الوطن" أول من نشر خبر إشهار النادي كمنظمة إقليمية تحت مظلة الاتحاد الدولي للتصوير تطبق أنظمة ولوائح حكومة المملكة العربية السعودية. هل العضوية باسم الدولة أم الشخص؟ وكم عدد المنتسبين والمنتسبات للنادي من المصورين والمصورات؟ يجب أن نفرق بين ناد واتحاد، فالنادي كحالنا لا يقبل عضوية الدول وليس له الحق في التحدث باسم أي دولة كانت، حتى المملكة العربية السعودية، والعضويات المتاحة في النادي هي عضوية الأفراد الشخصية، وبحمد الله وصل عدد أعضاء النادي إلى 1600 عضو. ما قصة تدخل سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز (رحمه الله) في مرحلة التأسيس؟ ولماذا وصل الأمر له؟ كلمة وفاء بحق شخصية قامتها بحجم وطن، سمو الأمير نايف (رحمه الله) كان داعماً شخصياً لي في مشواري الفوتوجرافي على كافة المستويات ماديا ومعنويا، ولا أنكر كلماته التشجيعية في مسيرتي الفوتوجرافية على مدى 15 عاما، وتعود قصة وقوفه إلى جانب النادي بعد العودة من مؤتمر فيتنام في أواخر 2010 طرقنا أبواب المؤسسات الثقافية الرسمية في الرياض، سواء الحكومية أو شبه الرسمية، وكان الجميع يرحب بنا، وعندما نصل إلى نقطة أن النادي تحت مظلة الاتحاد الدولي، تتبدل الأمور بشكل عكسي وتوصد الأبواب في وجوهنا، ومع كل جهة يتكرر السؤال ما موقف وزارة الداخلية منكم؟ ولمعرفتي التامة بأن الأمير نايف يرحمه الله هو الداعم لأبناء الوطن لكل فكرة نيرة وجهد مثمر يساهم في رفعة شباب المملكة ويعزز من حضورها الثقافي، طرقت باب وزارة الداخلية وعرضت الفكرة وكامل حيثيات الموضوع وعن جميع الخطوات، فبارك الخطوة وقال بالحرف الواحد: "من يعترض طريقك، دعه يكتب لنا واستمر وبالتوفيق"، فكانت كلماته أكبر محفز لنا لأن نعمل في وضح النهار، فهدفنا الأول والأخير خدمة المجتمع الفوتوجرافي السعودي بحيث يكون النادي إقليميا برؤية سعودية ومقره بيت العرب الأول الرياض. يقال إنه دار جدل أثناء التأسيس بشأن عضوية الإسرائيليين، كيف حل الأمر؟ بعد انطلاق النادي شكلت كلمة (الشرق الأوسط) في مسمى النادي إشكالية لدى البعض، وحاولوا إثارة موضوع عضوية أي مصور من إسرائيل، ولكن حل هذا الموضوع بأن هذا النادي سعودي يطبق أنظمة ولوائح المملكة ولا يحيد عن رؤيتها، ومنها مقاطعة إسرائيل على الصعد كافة. لماذا استضافكم نادي الرياض الأدبي في البداية وما موقف جمعية الثقافة والفنون؟ علاقتنا بنادي الرياض ليس لها تفسير إلا حرصهم على دعم أي عمل ثقافي، وللأمانة كان المجلس السابق برئاسة الدكتور عبدالله الوشمي فاتحا ذراعيه لتبني أي مجموعة فنية تهدف لخدمة المجتمع، فكان نادي الرياض الأدبي مقرا لفعاليات النادي، وذلك من خلال شراكة استراتيجية تم توقيعها ما بين الناديين. ولا أخفيك أن مدير جمعية الثقافة والفنون في المجلس السابق استقبلنا ولكن رفض التعامل معنا بحجة وجود لجنة تصوير تتبع للجمعية، أما المجلس الحالي بقيادة سلطان البازعي فأشاد بتجربة النادي وأبدى استعداده للتعاون والدعم المعنوي لا المادي، ولكن لم نوقع اتفاق تعاون وسبب التقصير من طرفنا. يتردد أنكم تملكون ميزانية جيدة، وهل يدفع الأعضاء اشتراكات سنوية؟ نحن أحسن من غيرنا من حيث الميزانية، حيث تبلغ حاليا أكثر من نصف مليون ريال، وذلك من خلال رعاية الشركات الفوتوجرافية للمساحات الإعلانية في موقع النادي ونتطلع من خلال التسويق الإلكتروني لموقعنا القادم أن نضع رؤية وتجربة للمؤسسات الثقافية تقتدي بها. كيف يمكن حل معضلة التمويل المادي للنشاطات الفنية في جمعيات الثقافة والفنون، وهل ترى أن الأمر يتعلق بفكر إداري؟ معظم هذه المؤسسات تفتقد أبجديات التسويق، والفكر السائد فيها هو فكر استهلاكي فلا تبحث عن أي مشاريع تمويل تتفق مع لغة العصر، فالتسويق الإلكتروني غائب عن ذهنية القائمين على هذه المؤسسات مع أنها تمتلك جميع المقومات التي يبحث عنها المستثمر أو الراعي للفعاليات الثقافية. وسأستشهد بمعرض الرياض الدولي للكتاب الذي يحقق أرقاما فلكية في المبيعات، بينما الأندية الأدبية لا تتجاوز مبيعاتها العشرين ألف ريال.