تحرص بعض الأسر الحجازية على تأدية صلاة العيد بالحرم المكي ثم العودة لمنازلهم بعد الاستماع لخطبة العيد، بالرغم من أن المسافات بينهم وبين الحرم قد تتجاوز100 كلم، وتتوارث الأسر الحجازية هذه العادة، وتواظب عليها، حيث تقوم بتهيئة نفسها للحضور إلى مكة قبل العيد بيوم، أو قبل موعد صلاة العيد بوقت كاف، وخاصة إذا كانت المسافة بعيدة، كمن يأتي من جدة أو من الطائف أو سكان الساحل والليث، وتستعد الأسر لذلك اليوم مبكرا، ويبدأ التوافد على الحرم المكي من بعد منتصف ليلة العيد. تقول أم سامر(ربة منزل) إنها تسكن مدينة جدة، ولكنها تحرص هي وعائلتها على أداء صلاة العيد في الحرم المكي، حيث تستعد الأسرة وأفرادها منذ الساعة الثانية عشرة من صباح يوم العيد للتجمع في نقطة انطلاق واحدة، ويسيرون في موكب واحد بحيث يصلون إلى مكة قبل صلاة العيد ولو بساعتين. وأضافت أن بعض أفراد الأسرة لا يبادرون بلبس ملابس العيد إلا عند الاقتراب من الحرم، حيث يكونون مرتدين ملابس رياضية أو نحو ذلك، وأنها تحرص كثيرا على أخذ العود وأنواع الطيب ليتم تطييب أفراد الأسرة بها. وذكرت فاطمة أنها تداوم على أداء صلاة العيد مع شقيقاتها في الحرم المكي كل عام، وذلك منذ عدة سنوات، حيث أصبح ذلك جزءا من طقوس الاحتفال بالعيد، مشيرة إلى أنها عادة ما تكون في الحرم الساعة الرابعة صباحا يوم العيد مع شقيقاتها وأبنائهن، حيث يمكثن إلى ما بعد خطبة العيد، ويقمن بتوزيع التمر والقهوة على النساء المجاورات لهن، ويقوم أبناء شقيقاتها بتوزيع الماء والتمر على المصلين والمارين في الحرم. وبينت فاطمة أنها دائما تقوم بحجز مكان مسبقا للمكوث في مكان معين بالدور الثاني في المسجد الحرام هي وشقيقاتها، وأن بعض شقيقاتها يمكثن من بعد صلاة العشاء في اليوم السابق ليوم العيد، حتى وقت صلاة العيد ثم يخرجن من المسجد جميعا بعد الانتهاء من الصلاة، مضيفة أن تجمعهن يكون مع الشقيقات والجارات، إضافة إلى بعض أبناء الشقيقات، مشيرة إلى أن المكان يكون معدا لنا من قبل إحدى الشقيقات أو الجارات. وتقول سامية الحارثي إنها عادة ما تحرص على أداء صلاة العيد بقرب والدتها وشقيقاتها المتزوجات بمكة، حيث يتجمعن قبل الصلاة بوقت كاف، ثم ينطلقن للحرم لأداء الصلاة، مضيفة أن "الوقت ينقضي سريعا وخاصة ليلة العيد، لذلك نحاول قدر الاستطاعة أن نكون مع الوالدة والوالد قبل الصلاة بوقت كاف يصل إلى الساعتين، حيث تكون الوالدة حريصة على أداء صلاة العيد داخل الحرم، وننتظر بعد سماع الخطبة وقتا يصل إلى الساعة حتى يقل الزحام ويسهل الخروج من الحرم. وبينت أنها بعد الخروج من المسجد تعود إلى الطائف مع زوجها وأبنائها مباشرة بعد أن قامت بأداء صلاة العيد وتهنئة والديها بالعيد وتكمل مع زوجها وأهله بقية العيد.