بدأت ساحة العيدروس تتزين لاستقبال عيد الفطر المبارك كواحدة من أهم معالم منطقة جدة التاريخية . ويقول توفيق عرمان شاب في الخامسة والثلاثين من عمره بدأت منذ 15 عاماً في نصب الأراجيح في هذه الساحة وهي مهنة أخذتها عن خالي. وتبدو أراجيح توفيق عليان الحديدية خير معبر عن قدم المكان، فهي مصنوعة يدوياً من أنابيب حديدية، وتكاد تلبي جميع رغبات الصغار من الألعاب. ويقول عليان إن العديد من سكان جدة الأثرياء يأتون في أيام العيد إلى هذه الساحة، ويتركون أولادهم يلعبون على الأراجيح، ولعل مرد ذلك إلى أنهم جاؤوا يتذكرون طفولتهم، فمعظمهم سكن في أحد أحياء جدة التاريخية، ويشدهم حنينهم في كل عيد لزيارة ملاعب الصبا. أما فيصل محمد فهو الآخر يشارك في احتفالات جدة التاريخية بصفته مغنيا، ويقول فيصل أنا منشد ومغني الأعياد وأحفظ تقريبا جميع أغاني العيد التي يحبها الصغار، وتقتضي مهنة فيصل أن يقوم بتحريك إحدى الأراجيح يدوياً بواسطة الدفع، ثم يطلق صوته بإيقاع يتناسب مع إيقاع الأرجوحة، لذلك يعتقد أن لكل أرجوحة أغاني مخصوصة، وهو ينتقل من أرجوحة إلى أخرى حسب طلب أصحاب الأراجيح. ويختلط الناس العاملون في مهنة الترفيه هذه، فمثلما هناك سعوديون هناك مصريون ويمنيون، يعرف كل منهم المكان المخصص له أو الذي اعتاد عليه، ويقول عبادي أبو بكر أحد سكان الحي من كبار السن إن العادة تجري على أن كل واحد يعرف أين ينصب ألعابه، ومن دون مشاكل بينهم، فالتسامح هو كلمة السر التي يتمسك بها الجميع هنا.