اللون الأحمر، كان السمة التي اجتمعت عليها أسواق الأسهم الخليجية بما فيها السعودية، حيث فقد السوق السعودي في تعاملات الأمس 700 نقطة، بفارق 500 نقطة عما كان متوقعا أن يكون عليه في أول يوم تداول عقب إجازة عيد الأضحى، وتضرر من هذا الانخفاض 160 شركة، فيما نجت منه شركتان فقط، مسجلتين ارتفاعات طفيفة. ويرى محللون في تصريحات إلى "الوطن" أن الأحداث السياسية وهبوط النفط إلى ما يقارب ال88 دولارا للبرميل، كانا من أهم العوامل التي أدت إلى هذا الانحدار الكبير، فضلا عن تباطؤ النمو الاقتصادي في كل من أوروبا واليابان. المحلل الاقتصادي محمد العمران، علق بالقول "عزاؤنا في الهبوط هو أن كبار المستثمرين لم يقوموا بالبيع بل إن صغار المستثمرين هم من قام بذلك وهو ما كان واضحا في التداولات". عاش المستثمرون في سوق الأسهم السعودية فصل "ربيع" طالت أيامه في هذا العام الذي سجل أرقاما قياسية لم يسجلها منذ أعوام عدة، إلا ان هذا الفصل سرعان ما تحول إلى "خريف" يوم أمس، فلقد شهد سوق الأسهم السعودي هبوطا حادا وصل إلى 700 نقطة مع استئناف جلساته عقب إجازة عيد الأضحى بنسبة انخفاض وصلت إلى 6.51% عند مستوى 10145.38 نقطة بتداولات تجاوزت 8.7 مليارات ريال. وشهدت تداولات السوق السعودي أمس انخفاضا حادا طال أسهم السوق سجلت فيه أسهم 160 شركة تراجعا في قيمتها فيما حقق سهما شركة تهامة والاتحاد التجاري للتأمين ارتفاعا طفيفا بنحو 0.52% و0.26% على التوالي، في الوقت الذي تجاوز فيه عدد الأسهم المتداولة 266.3 مليون سهم توزعت على أكثر من 140.5 ألف صفقة. ولم يصدق المستثمرون في سوق الأسهم السعودي هذا الهبوط على الرغم من أن محللين توقعوا أن يفقد السوق 200 نقطة في أولى جلساته عقب الإجازة بيد أنهم تفاجؤوا بالصبغة الحمراء في الشركات المساهمة. وأكد محللون ل"الوطن" أن هناك أسبابا عدة وراء هبوط الأسهم السعودية يبرز منها الأحداث الاقتصادية العالمية وهبوط النفط إلى ما يقارب 88 دولارا للبرميل إلى جانب تباطؤ النمو الاقتصادي في أوروبا واليابان، موضحين أن هناك عوامل محلية أخرى أدت إلى الانحدار في السوق منها قرب اكتتاب البنك الأهلي وترقب نتائج الشركات للربع الثالث. من جهته، أكد المحلل الاقتصادي محمد العمران أن الهبوط كان متوقعا في السوق السعودية، مشيرا إلى أن الجميع توقع أن يهبط السوق بنسبة بسيطة ولكن ليس كما حصل، وقال: "عزاؤنا في الهبوط هو أن كبار المستثمرين لم يقوموا بالبيع بل إن صغار المستثمرين هم من قام بذلك وهو ما كان واضحا في التداولات". وأبان العمران أن العوامل السياسية والأحداث التي تشهدها المنطقة فضلا عن الظروف الاقتصادية في العالم كان لها تأثير على الأسواق في المنطقة منها السوق السعودي. ويصف المحلل الاقتصادي فضل أبو العينين حال السوق في تغريدة له على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" "كأنه طائرة مروحية فقدت مروحة الذيل فأصبحت في دوامة لا يستطيع قائدها المحافظة على توازنها وإعادة توجيهها". ويبدو أن "حمى الهبوط" لم تصب السوق السعودي وحده بل طالت أسواق المنطقة حيث شهدت مؤشرات الأسهم الخليجية أمس، تراجعات حادة فلقد أغلق مؤشر سوق دبي على تراجع بنسبة 6.5 % (ما يقارب 323 نقطة) عند 4620 نقطة، وفقد "مؤشر بورصة قطر" أكثر من 400 نقطة أي ما يعادل 3 % وأغلق عند 13416 نقطة، فيما تراجعت باقي أسواق المنطقة بنسب متفاوتة، حيث تراجع "سوق أبو ظبي" بنحو 3.5 %، ومسقط بنحو 2.2 %، والكويت بما يقارب 1 %، وأخيرا البحرين بنحو 0.3 %. كما أن الأسواق العالمية شهدت تراجعات متفاوتة خلال الأسبوع الماضي، متأثرة بخفض صندوق النقد الدولي توقعاته للنمو الاقتصادي العالمي للمرة الثالثة منذ بداية العام، كما سجلت أسعار النفط أدنى مستوياتها في 4 سنوات.