أنهت سوق الأسهم السعودية تعاملات ثالث أسابيع شهر مايو الجاري على انخفاض بنسبة 4.34% أي ما يعادل 290 نقطة ليطوي تعاملاته عند مستوى 6401.06 نقطة ملامساً أدنى مستوياته خلال 3 أشهر. وتأثرت السوق بتداعيات أزمة منطقة اليورو وإجراءات ألمانيا بحظر البيع على المكشوف في بعض السندات والأسهم وعقود التحوط الائتماني , ومن تراجعات أسعار النفط إلى مستوى 68 دولارا للبرميل. وبنهاية التعاملات للجلسات الخمسة بلغت أحجام التداولات 762.5 مليون سهم بقيمة 20.46 مليار ريال توزعت على 528 ألف صفقة ، مقابل أحجام تداولات بالأسبوع الماضي بلغت 927.13 مليون سهم بقيمة 22.4 مليار ريال ، وبذلك تسجل أحجام التداولات انخفاضاً بنسبة 17.7% وهبوطاً للسيولة بمعدل 8.66%. وبالنسبة لأداء قطاعات السوق فقد شهدت تراجعا جماعيا تصدرها قطاع البتروكيماويات بنسبة 9.03%, تلاه قطاع الإعلام والنشر بنسبة 7.32% ثم قطاع النقل بنحو 5.78%. وتم تداول على 139 سهما خلال الأسبوع، حيث تصدر التراجعات سهم أسمنت السعودية بنسبة 37.22% وأغلق عند سعر 48.5 ريالا ، وكانت الشركة قد أقرت رفع رأسمالها بنحو 50% ليصل إلى 1.53 مليار ريال عن طريق منح سهم واحد مجاني مقابل كل سهمين ، في المقابل تصدر الارتفاعات الضيف الجديد سهم "شاكر" المدرج بقطاع الاستثمار الصناعي بجلسة الاثنين الماضي محلقاً بنسبة بلغت 13.27% إلى 55.5 ريالا مقابل سعر 49 ريالا سعر السهم الذي طرح للاكتتاب العام. ورغم التوقعات الإيجابية حول أداء قطاع البتروكيماويات هذا العام إلا أننا نرى أنه من أكثر القطاعات هبوطا في السوق السعودية ، ولعل البعض يرى أن هذا تناقض ، وهذا ليس صحيحا ، فلو نظرنا إلى نتائج الشركات في هذا القطاع خلال الربع الأول لوجدنا نموا للأرباح وهو ما دعا غالبية المحللين للجزم بنمو القطاع خلال العام الجاري، وهو ما انعكس على هذا القطاع ليكون الأكثر مكاسبا منذ بداية العام ، وما حدث أن قطاع البتروكيماويات شهد ارتفاعات قوية دون توقف ودون جني أرباح حقيقي في الفترة الماضية ، وما يحدث حاليا هو جني أرباح طبيعي ، وساهم في التراجع الذي يشهده القطاع أيضا ما حدث في أسعار النفط من هبوط بعد الأزمة التي عصفت بأوروبا والتي كما هو معلوم لها رابط قوي وانعكاس مباشر على قطاع البتروكيماويات ، كل هذا أدى إلى تراجع القطاع بشكل قوي ، نظرا لمكاسب القطاع القوية منذ بداية العام ، وبعض العوامل الخارجية ، نظراً لأن أكبر شركات هذا القطاع "سابك" تعتمد على التصدير إلى أوروبا ولا يستبعد أن تتأثر أرباحها نظرا لانها تبيع 40% من منتجاتها في أوروبا. وحول الأزمة التي اجتاحت أوروبا فقد اتهم بعض المحللين الاقتصاديين بعض المضاربين في سوق الأسهم السعودية بالتلاعب في أداء المؤشر من حيث إسقاط الأزمات العالمية على السوق بشكل مبالغ فيه وبالتحديد أزمة اليونان الاقتصادية ، مستبعدين في الوقت ذاته أن يكون لتلك الأزمة تأثير مباشر في الأسهم في الوقت الحالي ، حيث يرى بعض المختصين أن المتلاعبين يحاولون الضغط على المؤشر بغرض الاستفادة من الهبوط الحاد ، وتحقيق الأرباح بعد ذلك، من خلال الاستفادة من بعض الأحداث العالمية ومحاولة التأثير النفسي السلبي في المتعاملين الذين يستجيبون لتلك الضغوط من حيث البيع والشراء. إن السوق شهدت خلال الأيام الماضية عمليات جني أرباح متأثرة بالأسواق العالمية التي حذت هذا الحذو في الفترة الماضية ، كما أن المؤشر ترجع بنسبة 7% في 7 جلسات ، وهذا يدل على أنه يتجه نحو الاستقرار ، ويعتقد بعض المحللين أن المحافظ تعمل على تجميع الأسهم بهدف بيعها على المدى الطويل ، مؤكدين أن الأسعار الحالية مغرية للمستثمرين لأجل طويل.