تعد ينبع قديماً بموقعها المتميز على الساحل الغربي جنوبالمدينةالمنورة، محطة مهمة في درب الحجاج القادمين من البحر والبر، ويخترقها طريق المدينةالمنورة- مكةالمكرمة، إذ يقع درب الحاج الذي يعد بداية الطريق البري لحجاج شمال أفريقيا إلى الأراضي المقدسة في الجزيرة العربية، ويعده مؤرخون محطة برية كبرى لخدمة الحجاج قديماً. ويعد ميناء ينبع من أقدم الموانئ التي يصل عبرها حجاج بيت الله الحرام إلى المملكة في طريق وصولهم إلى المشاعر المقدسة في مكةالمكرمة لأداء نسكهم، ومن ثم مرورهم بالمدينةالمنورة والتشرف بالصلاة في المسجد النبوي الشريف والسلام على رسول الله، صلى الله عليه وسلم، كما يعد ميناء ينبع البحري المنفذ الوحيد لحجاج البحر القادمين من جمهورية مصر العربية. وينبع التي يصنفها المؤرخون بأنها المحطة الأهم لاستراحة الحجاج القادمين عن طريق البر، إذ لم يكن ميناء ينبع معروفاً في القرون الأولى ولم يشتهر إلا في القرنين الأخيرين بعد أن أصبح الحج بالبحر متيسراً، كما كانت ينبع المحطة البرية والبحرية للحجاج، وكذلك التجار من الشام ومصر وغيرهما ذهاباً وإياباً، فأصبحت سوقاً للبيع والشراء، فقصدها التجار من الداخل والخارج، لذلك ازدهرت أسواقها وكثرت الحوانيت وخصوصاً في موسم الحاج، حيث يباع فيها التمر والخضروات، والمياه، والفول والعليق، إضافة إلى قيام حرف وصناعات لخدمة السفن والتجار والحجاج، خاصة حرفة وصناعة دباغة الجلود التي يعمل منها القرب لحمل المياه. وأشار عدد من المؤرخين إلى أن ينبع من المدن المهمة التي كان يمر بها ركب الحاج المصري والشامي، إضافة إلى وقوعها على درب التجارة المتجهة إلى الشام ومصر ذهاباً وإياباً، ويقيم بها الحجاج والتجار ثلاثة أيام على الأقل للراحة والاستزادة من خيراتها، معتمدين على ما يجلب إليها من القرى المجاورة لها والقادمين لتصريف منتجاتهم في الدكاكين المنتشرة بها من القماش والجلود وما يحتاجه السكان والمارة عليها، وساعد على ازدهارها قربها من المدينةالمنورة. وعلى رغم التكهنات حول درب الحاج القديم الذي يمر بينبع، إلا أن متخصصاً في علم الاجتماع أكد أن رحلة قافلة حجاج مصر لعام 1884 كانت آخر القوافل مروراً بالطريق التاريخي المعروف محلياً ب"درب الحاج"، معللاً انقطاع مرور الأقدام وأخفاف الإبل على الطريق بتحويل محطة سفر حجاج مصر إلى السفر بحراً من ميناء سفاجا إلى ينبع على متن العبارات البحرية. وستشهد ينبع خلال العامين المقبلين نقلة نوعية في خدمة حجاج بيت الله الحرام، إذ تقرر إنشاء مدينة متكاملة للحجاج والمعتمرين في ميناء ينبع البحري بتكلفة 65 مليون ريال، كما تقرر فتح المجال لاستثمارها من قبل القطاع الخاص، وفق المنهجية التي ترقى لخدمة الحجاج ورعايتهم منذ وصولهم للمملكة حتى مغادرتهم بعد قضاء نسكهم.