في الوقت الذي يسود غموض شديد الأوضاع في عين العرب التي يحاصرها مقاتلو تنظيم الدولة "داعش" الذين أعلنوا اقتحامهم المدينة، بينما نفى مقاتلو قوات الحماية الكردية تلك الأنباء، مؤكدين استمرار المعارك العنيفة بين الطرفين، نفذت مقاتلة كردية عملية انتحارية وسط المتشددين، موقعة العشرات بين قتيل وجريح. وكان التنظيم المتطرف قد أعلن سيطرته على أحياء داخل المدينة، مشيراً إلى أن مقاتليه يخوضون حرب شوارع داخل المدينة إثر معارك مع وحدات الحماية الكردية، وصفت بالأعنف منذ نحو 3 أسابيع. وأضافت مصادر في التنظيم أن عناصره سيطرت على كامل تل مشتى نور الإستراتيجية، المطلة على المدينة. إلا أن مصادر إعلامية أكدت استمرار الاشتباكات على 3 محاور، فيما أجلي السكان والصحفيون من المناطق القريبة من الاشتباكات إلى أماكن آمنة. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قيادية في وحدات حماية المرأة التابعة لوحدات حماية الشعب الكردي اقتحمت تجمعاً لعناصر تنظيم الدولة عند الأطراف الشرقية لمدينة عين العرب واشتبكت مع عناصر التنظيم وفجرت بهم قنابل كانت بحوزتها قبل أن تفجر نفسها بقنبلة، مما تسبب في مقتل 15 متطرفاً وإصابة العشرات بجروح. كما لقي 20 عنصرا من التنظيم المتشدد مصرعهم فجر أمس في كمين أعده مقاتلو وحدات الحماية الكردية شرق مدينة عين العرب. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن في تصريحات صحفية "قتل 20 مقاتلاً متطرفاً في كمين نفذته وحدات حماية الشعب بعد دخول هؤلاء المقاتلين إلى شارع 48". مشيراً إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يتمكن فيها مقاتلو التنظيم من التسلل للمدينة منذ بدء هجومهم عليها قبل نحو 3 أسابيع. وجاءت عملية التسلل التي انتهت بمقتل المهاجمين، في إطار الهجوم الواسع الذي شنه المقاتلون الجهاديون ليلاً من الجهتين الشرقية والغربية وتخللته اشتباكات هي الأعنف منذ بدء الحملة الهادفة لاقتحام عين العرب. في غضون ذلك، يسود غضب كبير بين أكراد تركيا من غموض موقف بلادهم مما يجري في عين العرب، حيث اكتفت أنقرة حتى الآن بتعزيز قواتها على الحدود مع سورية، كما شوهدت عدة مروحيات تجوب المنطقة. وقالت وسائل إعلام تركية إن محادثات غير رسمية جرت بين حزب الاتحاد الديمقراطي، الذي يوصف بأنه الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني وضباط في الاستخبارات التركية. من جهة أخرى، قال ناشطون إن المعارضة السورية المسلحة استعادت أمس السيطرة على أجزاء واسعة من قرية حندرات بريف حلب، وقتلت عدداً كبيراً من عناصر النظام، كما سيطرت على حاجز الرباعي بين قريتي زمرين وجدية في ريف درعا بعد معارك عنيفة مع الجيش النظامي. وأكدت مصادر المعارضة أن مقاتليها تمكنوا من السيطرة على أجزاء من القرية التي كان النظام قد سيطر عليها مؤخرا وقتلوا 33 من عناصر النظام على الأقل في معارك للسيطرة على حندرات، كما تم تدمير دبابتين ومدفعين ثقيلين. وبعد يوم من سيطرتها على حاجز تل الحارة الإستراتيجي في ريف درعا، قالت المعارضة السورية المسلحة إنها سيطرت على ما يعرف بالحاجز الرباعي الواقع في الشمال الغربي من ريف درعا على طريق زمرين - جدية بعد اشتباكات عنيفة مع قوات النظام.