فيما اعترف حزب الله اللبناني رسمياً بارتفاع حصيلة قتلاه الذين سقطوا خلال المواجهات التي دارت أمس مع عناصر جبهة النصرة في منطقة المحافير بجرود بريتال إلى 8 أشخاص، أكدت مصادر أخرى أن عدد قتلى الحزب بلغوا أكثر من ضعف هذا العدد، وأن مقاتلي جبهة النصرة قاموا بسحب 9 جثث من القتلى إلى مناطق نفوذهم للمساومة على إطلاق سراح بعض معتقليه، مقابل الإفراج عن الجثث. وأضافت المصادر أن عدد جرحى الحزب بلغوا 25 جريحاً، بعضهم في حالة حرجة.وكان الحزب قد نعى 8 قتلى، هم فؤاد مرتضى من بعلبك، نزار طراف من بعلبك، حمزة عاصقة من شعت، محمد رباح من اللبوة، أحمد صالح من بريتال، محمد عساف من بعلبك، محمد القلموني من اللبوة، وماهر زعيتر من إيعات. من جانبه، قال الناشط الإعلامي السوري، هادي عبدالله، عبر حسابه على تويتر، إن مقاتلي النصرة نفذوا عملية نوعية بين مناطق القلمون وبريتال ونحلة قتلوا فيها نحو 17 عنصراً من حزب الله، سحبوا 9 جثث منها وغنموا فيها قاعدة مضاد للدروع ورشاشات". كما نشر تنظيم الجبهة صوراً قال إنها جثث لعناصر الحزب.في ذات السياق، قال عضو الهيئة العامة للثورة السورية أحمد القصير في تصريحات ل"الوطن"، إن المعركة الأخيرة دارت على الأراضي السورية بالكامل، وإنها تأتي في إطار تحرير القلمون من أيدي حزب الله وقوات الأسد. وأضاف أن الصور التي نشرها الحزب المذهبي لمن قال إنهم أسرى تبين أنها لا تتعلق بهذه المعركة التي تكبد فيها خسائر كبيرة. من جهته، اعتبر رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أن الهجوم الذي شنه المسلحون على جرود بريتال والنبي سباط يظهر مرة جديدة مدى الضرورة القصوى لأن تتخذ الحكومة اللبنانية، إجراءات لضمان سلامة الأراضي اللبنانية، وفي مقدمتها قرار يلزم حزب الله بالانسحاب من سورية، وتأمين المساندة الضرورية للجيش للسيطرة التامة على الحدود مع سورية، وربط غرفة عمليات الجيش اللبناني بغرفة عمليات التحالف الدولي لتأمين مستلزمات الدفاع عن الحدود.من جهة أخرى، أكد النائب جمال الجراح أن حزب الله يمارس تناقضاً كبيراً في مواقفه السياسية، مشيراً إلى أنه يفاوض المتشددين لإطلاق سراح بعض مقاتليه، بينما يرفض أن تقوم الحكومة اللبنانية بهذا التفاوض لإطلاق سراح العسكريين المختطفين. وقال في تصريحات ل"الوطن": "أستطيع التأكيد أن حزب الله يفاوض جبهة النصرة على إطلاق سراح أسراه، وأيضاً يفاوض على إخلاء أماكن وقرى في القلمون وتسليمها إلى النصرة، مقابل أن يستلم الحزب تلال مشرفة على قرى لبنانية في منطقة بعلبك الهرمل". وأضاف أن السبب الرئيس في هذا التناقض هو حرص الحزب على تحقيق مصالحه الخاصة. وحول الأوضاع في عرسال، دعا الجراح إلى ضرورة الاعتماد على الحل السياسي لإنهاء الأزمة، وقال "القوى الأمنية وتحديداً الجيش اللبناني، ونتيجة للفراغ السياسي يحاول الضغط بالنيران على المسلحين ليصل إلى نتيجة تمكنه من الإفراج عن العسكريين، لكن الحل يجب أن يكون سياسياً عبر التفاوض". وأشاد الجراح بالجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية لمكافحة الإرهاب، قائلاً "دور المملكة واضح في مكافحة الإرهاب. كما أن دعمها للجيش اللبناني والمؤسسات الأمنية يصب في اتجاه دعم القدرات اللبنانية لمكافحة هذه الآفة، وهذا التوجه لدى المملكة بقيادة الملك عبدالله بن عبدالعزيز ليس جديداً بل قديم وتاريخي".