استمراراً لمسلسل خسائره في سورية، تلقى حزب الله اللبناني صفعة قوية بمقتل 6 من مقاتليه خلال مشاركتهم في القتال الدائر ببلدة الدخانية بريف دمشق أول من أمس. وقال مصدر مطلع إن القتلى كانوا يشاركون في محاولة القوات النظامية التسلل إلى البلدة التي تسيطر عليها قوات المعارضة، إلا أن الثوار تصدوا لهم وأبادوا القوة التي حاولت التسلل، مشيراً إلى أن بعض جنود النظام السوري استطاعوا الفرار من المعركة وتركوا عناصر حزب الله في الخطوط الأمامية، مما أسفر عن مقتلهم جميعاً. وكعادته في إخفاء حقيقة عدد قتلاه في سورية، تكتمت قيادة الحزب على نبأ مصرع الجنود الستة، ولم تعترف إلا بمقتل واحد فقط، حيث نعت العنصر حسين علي قدوح (خليل) من بلدة تبنين. ولم يحدد البيان تاريخ ومكان الدفن. وقال الناشط السياسي خالد منير في تصريحات ل"الوطن": "خسائر حزب الله متواصلة، رغم أن قيادة الحزب ترفض الاعتراف بتساقط مقاتليها، خوفاً من ردود الأفعال التي قد تصدر من أهالي القتلى، لا سيما بعد تزايد السخط الشعبي وسط قواعد الحزب من التكلفة العالية لقرار المشاركة في القتال إلى جانب نظام الرئيس بشار الأسد، وعدم وجود أفق سياسي يوحي بانتهاء الأزمة، مما يفتح الباب أمام استمرار وجود المقاتلين لفترة طويلة". وأضاف: "قيادة حزب الله لا تدرك للأسف الشديد أن سياسة التكتم الإعلامي لم تعد تنفع في هذا العصر، بسبب انتشار وسائل التواصل الاجتماعي التي يمكن أن تكشف في أي لحظة وفاة أي شخص. وكثير من الصفحات الشخصية على مواقع فيسبوك وتويتر تنعي وفاة مقاتلي حزب الله، بل وتنشر صورهم في معظم الأحوال". من جهة أخرى، تسود حالة من التوتر الشديد في طرابلس تحت ضغط السباق بين احتمال حصول مواجهة بين الجيش والقوى الأمنية مع بعض المجموعات المتشددة، عقب عطلة عيد الأضحى، وبين سعي أطراف محلية لنزع فتيل هذه المواجهة قبل وقوعها.وكان قائد الجيش العماد جان قهوجي قد أكد رصد الجيش لخلية إرهابية في طرابلس، قائلاً: "نعمل على ملاحقة أفرادها من دون وقوع معركة وهدر دماء أبرياء، لكننا سنلجأ إلى الحل العسكري إن لم تنفع الحلول السلمية".كما توقع قهوجي نشوب معركة جديدة مع المجموعات المسلحة على أطراف بلدة عرسال. وقال في تصريحات صحفية: "الجيش اللبناني عزز انتشاره في تلال عرسال، وعزل البلدة عن أطرافها، لمحاصرة المسلحين ومنع وصول أي إمدادات لهم"، مشيراً إلى أن حزب الله لن يشارك في المواجهة، وأن مراكزه تبعد عن حواجز الجيش بنحو 12 كيلومتراً". وأضاف أن بعض الموقوفين الأمنيين اعترفوا خلال التحقيقات بأن المجموعات المسلحة كانت تخطط لمهاجمة الجيش اللبناني، واجتياح القرى الشيعية والمسيحية في البقاع، لإيقاع فتنة مذهبية وطائفية في لبنان.وقالت مصادر نيابية في طرابلس ل"الوطن" إن هناك وضعاً غير سليم والتوتر يزداد في المدينة مع تصاعد الأحداث في الدول المحيطة المؤثرة، إلا أنها أكدت أن الجيش اللبناني يراقب ولا خوف من تفجير كبير، واستدركت بوجوب "توخي الحذر واعتقال المشتبه بهم"، مشددة على عدم وجود فراغ أمني في المدينة يمكن المجموعات الإرهابية والخلايا النائمة من التحرك.