فرض الجيش العراقي اليوم السبت طوقًا أمنيًا حول الفلوجة ثاني أكبر مدن محافظة الأنبار غربي البلاد بعد تمكَّن تنظيم القاعدة من السيطرة على المدينة. وقال مصدر لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) إن قوات الجيش العراقي وتشكيلات من قوات الطوارئ وبدعم من مسلحي القبائل أحكموا حصارهم على الفلوجة بعد سيطرة القاعدة على داخل المدينة. من جهته أعلن مدير مركز شرطة التأميم شرقي الرمادي، العقيد جبار العسافي، نشر قوات من الشرطة المحلية والاتحادية عند النقاط والحواجز لمنع انتقال الانفلات الأمني إلى مدينة الرمادي المجاورة. وتواصل القوات الأمنية العراقية مساعيها لاستعادة كامل المناطق التي يسيطر عليها ما يعرف باسم (تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام) في محافظة الأنبار. وقال المصدر إن 12 شخصًا قتلوا صباح اليوم فيما أصيب 35 آخرون في اشتباكات بين الجانبين، مشيرًا إلى أن العشرات من الأسر نزحت من المدينة باتجاه القرى القريبة أو نحو مدن أخرى بينها بغداد والرمادي. ويأتي ذلك في الوقت الذي ارتفعت حصيلة ضحايا الاشتباكات التي وقعت بين الجانبين أمس إلى 115 قتيلًا بينهم 39 مدنيًا. وكانت السلطات العراقية أعلنت أنها فقدت سيطرتها على مدينة الفلوجة الواقعة في محافظة الأنبار، بعد وقوعها في أيدي مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، وسط تواصل الاشتباكات الدامية بين الطرفين قتل فيها الجمعة 103 أشخاص بينهم 32 مدنيًا. وقالت وكالة "فرانس 24" نقلًا عن مصدر أمني عراقي- رفض الكشف عن اسمه- إن "مدينة الفلوجة خارج سيطرة الدولة وتحت سيطرة تنظيم"، مضيفًا أن "المناطق المحيطة بالفلوجة (60 كلم غرب بغداد) في أيدي الشرطة المحلية". ولليوم الثالث على التوالي، حافظ المقاتلون المرتبطون بتنظيم القاعدة على عدة مواقع سبق أن سيطروا عليها في مدينتي الرمادي (100 كلم غرب بغداد) والفلوجة (60 كلم غرب بغداد) التي أعلنت "ولاية إسلامية". وقال ضابط برتبة نقيب في الشرطة إن "اشتباكات مسلحة في الرمادي بين تنظيم القاعدة من جهة وقوات الشرطة وأبناء العشائر من جهة ثانية وقعت اليوم وترافقت مع انتشار إضافي لتنظيم القاعدة" في وسط وشرق المدينة. وأضاف: "تواصل عناصر الشرطة ومسلحون من أبناء العشائر انتشارهم في عموم مدينة الرمادي". وفي الفلوجة، المجاورة، قال مقدم في الشرطة إن "اشتباكات متقطعة تقع في الجانب الشرقي من الفلوجة بين عناصر القاعدة ومسلحين من أبناء العشائر"، مشيرا إلى أن مقاتلي القاعدة لا يزالون ينتشرون في مناطق متفرقة من المدينة. وبحسب مصدر في وزارة الداخلية وعقيد في الشرطة، قتل 32 مدنيًا على الأقل بينهم نساء وأطفال و71 من مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" في اشتباكات الرمادي والفلوجة الجمعة.