لم يكن أمام الحاج السبعيني محمد سعيد، من خيار، لتلبية نداء ربه والقدوم لحج هذا العام، سوى بيع مزرعته الصغيرة في "الهند"، التي يتحصل منها وزوجته المسنة على قوت يومهما. قصة هذين المسنين حملت في طياتها معاني التضحية، ولا تضحية أجمل من أن تكون لوجه الله. يقول محمد، الذي التقته "الوطن" في مخيم البعثة الهندية: "هذه السنة هي أول سنة أحج فيها إلى بيت الله، على الرغم من وصول عمري للسبعين، وقد نويت الحج سابقا، ولكن لم أستطع لعدم مقدرتي على توفير المال، فأنا لا أعمل وكل ما أملكه أرضي الزراعية وهي مصدر دخل لي ولزوجتي". ويضيف قائلا: "لم أشعر بلذة للصلاة مثل إحساسي وأنا أصلي أمام الكعبة المشرفة، لم أصدق، وقتها قمت بالصلاة كثيرا، فالصلاة في مكة لها لذة، وأعجبني صوت الإمام وهو يقرأ، وشعرت بأنني ولدت من جديد". محمد سعيد، لم يخف أنه وقع في حيرة من أمره قبل الإقدام على بيع أرضه الزراعية، للاستفادة من عائد البيع في القدوم إلى الحج، لكونها الأرض الوحيدة التي يمتلكها، ولكن إيمانه الشديد بالله جعله يضحي بها، وكله ثقة بأن الله سيرزقه أرضا جديدة بعد عودته. "محمد سعيد" سبعيني قادم من الهند برفقة زوجته، تحمل قصة حجهما معنى التضحية في سبيل أداء فريضة الحج، وهما يرقبان خريف العمر الذي أطل عليهما. "الوطن" التقت الحاج محمد في يوم التروية الثامن من ذي الحجة، في مخيمه المخصص للبعثة الهندية، حيث ذكر أنه لم يكتب لهما الحج من قبل، لعدم قدرتهما المالية على الإيفاء بتكاليفه، حيث لا يملك أي مصدر للرزق سوى مزرعته الصغيرة التي يقتاتان منها. الحج سعيد، الذي حرم من الأبناء، يقول "هذه السنة هي أول سنة أحج فيها إلى بيت الله على الرغم من وصول عمري للسبعين، وقد نويت الحج سابقاً ولكن لم أستطع لعدم مقدرتي على توفير المال، فأنا لا أعمل وكل ما أملكه أرضي الزراعية وهي مصدر دخل لي ولزوجتي". وأضاف" وقعت في حيرة من أمري؛ فإما التضحية بأرضي الزراعية الوحيدة وبيعها والاستفادة من المال لأحج بيت الله، أو أن أموت ولم أحج، فقررت بعد استشارة زوجتي أن أبيع أرضي الوحيدة وبثمنها أحج بيت الله أنا وزوجتي، وأعلم أن الله لا ينسانا وسأدعوه في الحج كثيراً أن أرجع للهند ويرزقني أرضاً جديدة". وتابع: "انقضى من عمري 70 سنة لم أحس بلذة للصلاة مثل إحساسي وأنا أصلي أمام الكعبة المشرفة، لم أصدق، وقتها قمت بالصلاة كثيرا فالصلاة في مكة لها لذة وأعجبني صوت الإمام وهو يقرأ وشعرت بأنني ولدت من جديد".