رحلة محفوفة بالمخاطر خاضتها "الوطن، عبر 14 ساعة تنقل يقضيها الحجاج غير النظاميين للوصول من المدينةالمنورة إلى مكةالمكرمة، من أجل الدخول للمشاعر المقدسة، في حين لا يتجاوز الوقت المعتاد لقطع الطريق الواصل بين المدينتين 4 ساعات في الظروف العادية، وتمضي الساعات العشر الباقية في قطع طرق صحراوية وعرة وأماكن خطيرة، قد يتعرض فيها المخالفون وقائد المركبة للأذى. "الوطن" حاولت سبر أغوار عالم تهريب الحجاج عبر رحلة تتبع لما يقوم به مهربو الحجاج من عمل، ومعايشة ما يتعرض له من يريد الحج بطريقة غير نظامية من مخاطر، وكانت بداية الرحلة من منفذ المدينة البري كيلو 3 في منطقة "المفرحات"، سلك المهربون طريق المدينةينبع الجديد، ومن ثم انتقلوا إلى طريق المدينةينبع القديم لتفادي المراكز الأمنية حتى وصلوا إلى طريق ينبعجدة، وبعد سير لأكثر من 100 كم فيه، انتقلوا إلى طريق المدينةمكة السريع ، وعند وصولهم إلى خليص اضطروا لقطع طريق صحراوي وعر متنقلين بين المراكز والقرى التابعة لمنطقة مكةالمكرمة، حتى الوصول إلى نقطة تفتيش الجموم، التي انقسم الحجاج المخالفين بعدها إلى قسمين، منهم من سلك طريق الجبال والأودية وعبارات السيول مشياً على الأقدام، والقسم الآخر كانت هناك سيارات تحميل بانتظارهم داخل الجموم، هذا بالنسبة لمخالفي تصريح الحج، أما بالنسبة لمخالفي نظام الإقامة فإنهم يسلكون طرقاً أخرى أكثر وعورة تقع بين الطائفومكة، حيث يبلغ نقل الراكب الواحد 2000 ريال. وذكر أحد المهربين – رفض ذكر اسمه - أن عرض تحميل الحجاج غير النظاميين مغري، حيث يدفع الحاج الواحد 1500 ريال، وإذا كان عدد الحجاج 10 أشخاص يكون المردود من عملية التهريب مجزيا لنقل الدفعة الواحدة، فهذا مبلغ جيد ربما يكون راتب شهرين للموظف العادي، وأنه مضطر للجوء إلى هذا العمل حيث لا يوجد لديه دخل آخر، وأضاف أنه قبض عليه أكثر من ثلاث مرات وصودرت سيارته وبعد أن تمت مصادرتها أصبح يستخدم سيارة ذات موديل قديم حتى لا تكون الخسارة كبيرة. وقال جابر أحمد الحربي إن تحميل الركاب من منطقة الجموم إلى الحرم المكي يستغرق من الوقت ربع ساعة، ويأخذ على الراكب مائة ريال، وأنه ليس له علاقة بمخالفة الركاب، لأن المنطقة التي يأخذ الركاب منها تعتبر داخل مكة أي تتجاوز جميع نقاط التفتيش. وذكر حاج باكستاني الجنسية - غير نظامي- أن تصريح الحج غالي الثمن ويصل إلى 10000 آلاف ريال، وراتبه لا يتجاوز 1500 ريال، بينما تكلفة التنقل بين المشاعر مع الأكل والشرب لا تتجاوز 1000 ريال وهذا أوفر بكثير. من جهته حذر العقيد فهد بن عامر الغنام الناطق الإعلامي لشرطة منطقة المدينةالمنورة قائدي المركبات إلى الالتزام بالأنظمة وعدم الإخلال بالنظام مطالبا قائدي المركبات بالتأكد من هويات الأشخاص، الذين يقلونهم حتى لا يعرضوا أنفسهم إلى المساءلة القانونية. وأضاف أنه تم إحالة بعض الحجاج المخالفين الذين تم القبض عليهم من المقيمين إلى إدارة الوافدين، لاستكمال الإجراءات النظامية في حقهم، وإبعادهم وعدم السماح لهم بدخول المملكة لمدة 10 سنوات. وأوضح الغنام أن المقبوض عليهم من عدة جنسيات، واتخذت في حقهم الإجراءات النظامية، وبلغ عددهم 1318 مقيما، ونحو 63 مركبة، فيما قدر عدد المركبات المخالفة التي تمكنت الجهات الأمنية من إعادتها للمدينة 254 مركبة مبيناً أن 13 مركزاً ثابتا، و6 مراكز تم استحداثها في موسم الحج للتأكد من نظامية المركبات المتجهة إلى مكةالمكرمة.