أكدت الولاياتالمتحدة الأميركية أمس، أنها شنت بالتعاون مع حلفائها، نحو 243 غارة جوية ضد تنظيم "داعش" في العراق وسورية، منها 200 طلعة جوية، بمشاركة فرنسية على الأراضي العراقية، و43 أخرى مع الشركاء العرب في سورية. وقال وزير الدفاع الأميركي، تشاك هاجل، في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس هيئة الأركان المشتركة مارتن ديمبسي أمس، إن "الدنمرك وبلجيكا وهولندا وافقت على الانضمام إلى الضربات الجوية ضد داعش في العراق، وإن وزير الدفاع البريطاني هاوس ماجزين أخبرني بموافقة 524 صوتا من برلمان بلاده على المشاركة في الحملة الجوية ضد داعش"، موضحا أن معدل ما تستهلكه الحملة الجوية يتراوح بين 7-10 ملايين دولار، يتم إنفاقها من ميزانية صندوق عمليات الطوارئ في الخارج. من جانبه، شدد وزير الخارجية الأميركي جون كيري، على أن الحرب التي تخوضها الولاياتالمتحدة ضد "داعش" لا تسهم في بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في الحكم. وأضاف في مقال نشرته صحيفة بوسطن جلوب "في هذه الحملة لا يتعلق الأمر بمساعدة الأسد، فهو في الواقع العامل الذي اجتذب مقاتلين أجانب من عشرات البلدان إلى سورية وأنتج الدواعش". وسع التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة الأميركية غاراته الجوية ضد تنظيم "داعش" في سورية أمس في إطار موجة غارات "شبه متواصلة" ضد مقاتلي التنظيم. واستهدفت الضربات عناصر التنظيم في بلدة عين العرب (كوباني) الكردية التي فر منها نحو 160 ألف شخص بسبب تقدم مقاتلي التنظيم فيها، كما وجه التحالف للمرة الأولى ضربات جوية على مواقع لتنظيم الدولة الإسلامية في محافظة حمص (وسط سورية). ويأتي توسيع واشطن وحلفائها العرب لهذه الضربات بعد أن أرسلت خمس دول أوروبية مقاتلات للمشاركة في الضربات ضد تنظيم "داعش" في العراق، مما يتيح للطائرات الأميركية التفرغ لحملتها في سورية. فيما قالت واشنطن إنه لا يمكن هزيمة التنظيم في سورية باستهدافه بغارات جوية فقط، مؤكدة أنها تحتاج إلى تدريب وتسليح نحو 15 ألف معارض "معتدل" لهزيمة التنظيم. وصرح رئيس أركان الجيوش الأميركية الجنرال مارتن دمبسي أن التصدي لتنظيم "داعش" يتطلب قوة سورية معارضة تضم ما بين 12 و15 ألف مقاتل، أي ثلاثة أضعاف عدد المقاتلين الذين يفترض أن تقوم الولاياتالمتحدة بتدريبهم.وفي وقت استهدفت ضربات التحالف الدولي بلدة كوباني الكردية للمرة الثانية، قصف مقاتلو تنظيم "داعش" أمس مدينة عين العرب بالصواريخ، وذلك للمرة الأولى منذ الهجوم الذي شنه التنظيم على هذه المنطقة الحدودية، وخلف القصف 12 جريحا، فيما قال المسؤول الكردي البارز نواف خليل في تصريحات صحفية، إن ضربات التحالف الدولي أصابت بلدة "علي شار" التي يسيطر عليها تنظيم "داعش" شرق عين العرب ودمرت العديد من دبابات التنظيم. وجاءت هذه الضربات بعد يوم من عبور مئات المقاتلين الأكراد الحدود التركية لتعزيز صفوف المدافعين من ميليشيا عين العرب الكردية، حيث اخترقوا سياجا حدوديا تحت أعين القوات الأمنية التركية التي يبدو أنها غضت النظر عن دخولهم. كما قصف التحالف الدولي مدينة الرقة التي يتخذها تنظيم "داعش" مقرا "للخلافة" حسب ما أعلنه في يونيو الماضي، وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنه سمعت أصوات "31 انفجارا على الأقل في مدينة الرقة ومحيطها". وصرح مدير المرصد رامي عبدالرحمن، بأن "طائرات تابعة للتحالف العربي الدولي قصفت منطقة الحماد الصحراوية الواقعة في شرق مدينة تدمر التي يسيطر عليها تنظيم "داعش" بعيدا عن خط الجبهة حيث تنتشر قوات نظام بشار الأسد التي تسيطر على حمص، ثالث مدن البلاد.وأفاد المرصد بأن الولاياتالمتحدة وحلفاءها العرب شنت غارات جديدة مساء يومي الخميس والجمعة الماضيين على منشآت نفطية في محافظة دير الزور في شرق سورية قرب الحدود مع العراق. كما أكدت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون" تنفيذ ضربات في سورية دمرت دبابات لمقاتلي "داعش" في دير الزور. في غضون ذلك، قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في تصريحات نشرت أمس إن القوات التركية قد تساهم في إنشاء منطقة آمنة في سورية في حالة إبرام اتفاق دولي على إقامة ملاذ للاجئين الذين يفرون من مقاتلي "داعش". وكانت تركيا قد أحجمت عن لعب دور قيادي في التحالف الدولي إلا أن مسؤولين أتراك ذكروا الأسبوع الماضي أن إردوغان يجري مفاوضات بشأن طبيعة الدور التركي في التحالف.