قال خبراء استراتيجيون ومحللون سياسيون ل"الوطن"، أن استهداف قوات التحالف للمصافي النفطية التي يسيطر عليها تنظيم "داعش"، تستهدف قطع أحد أهم مصادر التمويل بالنسبة للتنظيم، مقدرين الخسائر المادية التي سيتكبدها "داعش" ب60 ألف دولار يومياً، ما يعني حرمانها من رافد اقتصادي مهم كانت تعول عليه في إمداد عملياتها الإرهابية. المحلل السياسي والخبير الاستراتيجي الدكتور علي التواتي، أشار في تصريح ل"الوطن" إلى أن الهدف من هذه العملية إيقاف أحد مصادر التمويل المهم بالنسبة لتنظيم "داعش"، والذي يقوم ببيعه للسكان المحليين أو للنظام في سورية أو عبر تركيا والمنطقة الكردية ليتم تصديره وبيعه لجهات أخرى ضمن النفط الكردي عبر ميناء "جيهان" التركي. وذكر أن هذه العملية العسكرية من قوات التحالف أتت لحرمان "داعش" أيضاً من الوقود للعربات والمعدات التي تستخدمها، وقصف هذه المصافي يعني حرمانها من تشغيل محطات البنزين، وبالتالي يظهر لنا أن مجموعة من مصادر الدخل لتنظيم "داعش" والتي تعتمد على النفط قد أوقفت. وخلص إلى القول: "لم يبق ل"داعش" سوى المصادر الخارجية، والتي بات من الممكن السيطرة عليها طالما أن انتقال الأشخاص والأموال بحسب قرار الأممالمتحدة والذي صدر في الأول من أمس أصبح يدخل ضمن قانون الجريمة، والتي تدان بها دول وتتعرض للمساءلة والعقوبات، حيث أشار قرار مجلس الأمن والذي وافق من خلاله على مشروع قرار أميركي يهدف إلى "منع وكبح تجنيد أو تنظيم أو نقل أو تجهيز" أشخاص في بلد آخر كي ينفذوا أو يجهزوا أو يشاركوا أو يخططوا لهجمات متشددة، وهي إحدى الوسائل لقطع إمداد التنظيم بالأموال وكذلك المقاتلين. مبينا في نهاية حديثه، أن أهم مصادر التمويل لتنظيم "داعش" هو النفط؛ إذ يصل دخلها اليومي منه ومشتقاته إلى 60 ألف دولار يومياً، وقال: "إن هذه المرحلة تعتبر مرحلة "شلّ" للتنظيم وإبطاء حركته بتعطيل كافة معداته وعدم تمكينهم من تشغيل محطات الكهرباء مما يسهل عملية حصرهم في مناطق محددة والقضاء عليهم". وفي السياق نفسه قال رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية الدكتور أنور عشقي ل"الوطن": "إن قصف المصافي النفطية التي يسيطر عليها تنظيم "داعش" في شرق سورية، قطع على هذا التنظيم تمويلاً اقتصادياً مهماً كانت تدعم من خلالها مقدراتها المادية للقيام بعملياتها الإرهابية، مشيراً إلى أن المملكة ودول التحالف تريد أن تغلق كافة المنافذ على هذا التنظيم، وقطع كافة وسائل التمويل ومنها ضرب المصافي التي تنتج منها النفط وتقوم ببيعه في السوق السوداء".