في وقت أعلنت فيه فرنسا أنها نفذت صباح أمس أولى ضرباتها الجوية في شمال شرق العراق ودمرت "مستودعا لوجستيا" لمسلحي تنظيم "داعش"، أيد المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله علي السيستاني أمس التدخل الأجنبي ضد التنظيم في بلاده عقب الضربات الجوية الأميريكة والفرنسية، لكنه دعا إلى ضوابط صارمة. وقال المتحدث باسم السيستاني الشيخ عبدالمهدي الكربلائي في خطبة الجمعة أمس إنه حتى لو كان العراق بحاجة إلى مساعدة من الأشقاء والأصدقاء في قتال الإرهاب الأسود فإن الحفاظ على سيادته واستقلال قرارته له أولوية قصوى.وكان قصر الإليزيه قد أعلن في بيان أمس أن "طائرات فرنسية" شنت صباح أمس ضربة أولى على مستودع لوجستي لإرهابيي تنظيم داعش في شمال شرق العراق وتمت إصابة الهدف وتدميره بالكامل"، مشيرا إلى أن "عمليات أخرى ستجرى في الأيام المقبلة". يأتي ذلك عقب إعلان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أول من أمس في مؤتمر صحفي أنه أجاز توجيه هذه الضربات، مشيرا إلى أن فرنسا لن "ترسل قوات إلى أرض المعركة" ولن تضرب في سورية. وخلص البيان إلى القول إن "البرلمان سيتبلغ الأسبوع المقبل من رئيس الوزراء بشروط اشتراك قواتنا إلى جانب القوات المسلحة العراقية والبشمركة لإضعاف "داعش" وبسط السيادة العراقية". ومن جانبه أشاد الرئيس الأميركي باراك أوباما بقرار فرنسا شن غارات في العراق. ميدانيا، قالت مصادر أمنية وطبية إن ثلاث سيارات ملغومة انفجرت في أحياء شيعية ببغداد أول من أمس تبعها إطلاق 12 قذيفة مورتر مما أسفر عن مقتل 23 شخصا على الأقل وإصابة أكثر من 50 آخرين. وقالت المصادر الأمنية إنه تم تفجير سيارتين ملغومتين في حي الكاظمية وسيارة ملغومة أخرى في حي الطوبجي المجاور، لافتة إلى أن قذيفة "مورتر" سقطت بالقرب من موقع مزار شيعي مهم في حي الكاظمية وإن دوي إطلاق نار سمع في المنطقة.وأشار المتحدث باسم وزارة الداخلية سعد معن في التلفزيون الحكومي إلى أن قوات الأمن تقوم بتأمين المنطقة وأنه تم اعتقال اثنين من "الإرهابيين" في الكاظمية. من ناحية ثانية، ذكر موقع إلكتروني أن تنظيم "داعش" في محافظة نينوى بشمال غرب العراق شكل قوة شرطية لتنفيذ أوامر المحاكم الشرعية. وأظهرت صور على الموقع الإلكتروني رجالا مسلحين على ملابسهم عبارة "الشرطة في ولاية نينوى." وكان الرجال يستقلون عربات شرطة مطلية حديثا وأظهرت إحدى الصور رجال الشرطة الجديدة على متن زورق نهري، فيما لم يتضح متى نشرت الصور أو موعد تشكيل القوة الأمنية.وقال سكان في المحافظة إنه يبدو أن المهمة الرئيسية للقوة الأمنية الجديدة اعتقال أي شخص يعارض التنظيم، مشيرين إلى أن القوة الجديدة أقامت نقاط تفتيش على الطرق وشنت حملات تفتيش على منازل. من جهة أخرى، دعا مجلس الأمن الدولي أمس إلى دعم بغداد في حربها ضد "داعش"، وذلك في بيان تبناه اجتماع وزاري برئاسة وزير الخارجية الأميركي جون كيري. وحض البيان "المجتمع الدولي، على تعزيز وتوسيع عملية دعم الحكومة العراقية في تصديها لتنظيم "داعش" والمجموعات المسلحة المرتبطة بها". وندد المجلس "بقوة بالهجمات التي تشنها تنظيمات إرهابية بينها ما ينشط تحت اسم "داعش" في العراق وسورية ولبنان"، مشددا على "أن هذا الهجوم الواسع النطاق يشكل تهديدا كبيرا للمنطقة".