أطلقت الشرطة السودانية الغاز المسيل للدموع لتفريق مئات المواطنين الذين كانوا يتظاهرون ضد حكومة الرئيس عمر البشير، وقال مصدر ل"الوطن"، إن "مئات الشبان تجمعوا وسط الخرطوم، وأغلقوا الشوارع الرئيسة بالحجارة وأحرقوا إطارات السيارات، احتجاجا على انقطاع الكهرباء والمياه وتردي الخدمات في منطقة الديم. وبعدها وصلت سيارات شرطة مكافحة الشغب وأخذت تطلق الرصاص والغاز المسيل للدموع على المواطنين الذين رشقوها بالحجارة". وأضاف المصدر أن "مطاردة الشرطة للمتظاهرين استمرت في الشوارع الجانبية لساعات عدة. كما وصل إلى المكان أشخاص بالزي المدني يحملون الهراوات وشاركوا في المطاردة". مشيراً إلى أن المظاهرات انتشرت في بعض المناطق بالعاصمة السودانية، لكن سلطات الأمن تصدت لها بقسوة وفرقت المتظاهرين. في سياق سياسي، جدد رئيس الحكومة الليبية عبدالله الثني اتهاماته لحكومة البشير بإرسال سلاح إلى قوات فجر ليبيا، محذرا الخرطوم من قطع العلاقات الدبلوماسية معها "إذا لم تتوقف تلك الأعمال العدائية". واعتبر الثني أن تدخل الحكومة السودانية في الشأن الليبي وتسليحها لبعض الفصائل يعتبر انتهاكاً لسيادة ليبيا وتدخلاً في شؤونها. وأضاف "لن يعود الأمن والاستقرار إلى ليبيا إلا بالقضاء على المجموعات المسلحة ونزع أسلحتها بالكامل"، مضيفاً أن تيار الإسلام السياسي خسر في الانتخابات وأراد أن يسيطر بالسلاح. وتابع الثني بالقول إن الجيش الليبي يحضر لعملية عسكرية واسعة لاستعادة طرابلس من أيدي المتطرفين. على صعيد آخر، استمر جهاز الأمن والمخابرات السوداني في مصادرة الصحف والتضييق على الحريات، وقام بمصادرة صحيفتي "اليوم التالي" و"الأخبار" من المطبعة، مبرراً العقوبة بإقدام الصحيفتين على إجراء حوارين مع قائدين في الجبهة الثورية المتمردة. وتشكو الصحافة في السودان من هجمة شرسة تنفذها السلطات الأمنية على فترات متقاربة، حيث تتعرض للمصادرة تارة والإيقاف تارة أخرى، علاوة على فرض الرقابة القبلية أحيانا. ويتهم جهاز الأمن بعض الصحف بتجاوز "الخطوط الحمراء" بنشر أخبار تؤثر على الأمن القومي للبلاد.