الزواج حرث للنسل، وسكن للنفس، ومتاع للحياة، وطمأنينة للقلب، وإحصان للجوارح، كما أنه نعمة وراحة، وسنة وستر، والزواج في الإسلام عقد لازم وميثاق غليظ وواجب اجتماعي وسكن نفساني وسبيل مودة ورحمة بين الرجال والنساء، يزول به أعظم اضطراب فطري في القلب والعقل، ولا ترتاح النفس ولا تطمئن من دونه؛ كما أنه عبادة يستكمل الإنسان بها نصف دينه، ويلقى ربه بها على أحسن حال من الطهر والنقاء. ومن امتنان الله تعالى على الإنسان ما ورد في قوله تعالى: "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون" [الروم: 21]، ويظهر من خلال الآية الكريمة أن الزواج يجمع بين كونه آية ومودة ورحمة. لفت انتباهي موضوع مهم ببلدنا الحبيب، وهو ارتفاع معدلات الطلاق التي تضاعفت في الآونة الأخيرة إلى أكثر من 50% خلال السنوات العشر الأخيرة، حسب دراسات أعلنت أخيرا بما يعادل 15 حالة طلاق يوميا، وهذا يعد مشكلة بدأنا نحس آثارها في مجتمعنا، من تشتت الأسر بعدة أسباب، من أهمها ضعف الوازع الديني بإثارة الفتن بمساعدة المغريات التي باتت مهددة على مجتمعنا المحافظ، كبث بعض القنوات الفضائية للمسلسلات والبرامج والأفلام السينمائية والكرتونية الأجنبية الهابطة وغير الهادفة، التي تؤثر على أطفالنا وعقولهم قبل شبابنا، حتى دخلت مجتمعنا وغيرت القيم والعادات الإسلامية، وأثارت الفتن والمشاكل بين العائلات، ولعبت دورا كبيرا ببعض عقول وتفكير أطفالنا وشبابنا من فتيان وفتيات؛ مما سبب زيادة حالات الطلاق بشكل مذهل ولافت مع تقدم عصر العولمة. أرى بعد دراسة أن جزءا من الحلول التي تسهم بتقوية الأسرة التي هي اللبنة الأولى والأساسية لبناء المجتمع بإذن الله بتطوير وتثقيف الأسرة، عن طريق البرامج والمهارات اللازمة لإكسابهم المعلومات قبل أو بعد الزواج، ولشبابنا وأطفالنا بإصلاح البرامج باختيار المفيد من البرامج التي تسهم في النشأة الصالحة، وتكون عن طريق أو بإشراف الجهة الرقابية التي يفترض أن تكون أكثر شدة وحزما على ما يبث على بعض من القنوات، وتدرس بالمناهج التربوية. أتمنى أن تكون هناك جهة مسؤولة لتأهيل الفتيان والفتيات للزواج عن طريق المناهج الدراسية أو المعاهد بعد التنسيق، وبدورات محفزه ولا يتم عقد القران إلا عند الاجتياز للدورة، وأرجو أن تكون مماثلة لجهود الحكومة المبذولة كتحاليل فحص ما قبل الزواج، مما ساعد كثيرا بإذن الله من تجنب الأمراض الوراثية، ويسمى البرنامج التأهيلي قبل الزواج، ويكون بطريقة نظامية، فقد طبق في ماليزيا التي أثبتت الإحصاءات أنها امتازت بأخفض نسبة طلاق في العالم.