سعيا إلى تجنيبهم الإرهاق الشديد الذي تفرضه عليهم بعض المستشفيات الأهلية، تتجه وزارة الصحة نحو إقرار تشريع يلزم تلك المستشفيات بساعات عمل محددة لأطباء الجراحة، بحيث لا تتجاوز ال8 ساعات، لمواجهة ما أسمته مصادر مطلعة تحدثت ل"الوطن" ب"أعمال الجباية"، التي يتم التركيز خلالها على جمع أكبر قدر من المقابل المادي بغض النظر عن جودة الخدمات الصحية أو دقة العمليات الجراحية، أو الإرهاق الذي يمكن أن يتسبب في أخطاء طبية. وأكدت المصادر أن الهدف يكمن في مكافحة تلك الأخطاء، والمحافظة على سلامة المرضى، الذين وقع بعضهم ضحية لها، مما أسهم في رسم صورة ذهنية سلبية عن مستوى الرعاية الصحية. وشدد اختصاصي الجراحة العامة بمستشفى الملك فهد بجدة الدكتور مؤيد الفارسي على أهمية هذا التوجه، بالرغم من أن الطبيب الجراح يخضع لتدريبات يركز فيها على إجراء جراحات لساعات طويلة. كشفت مصادر مطلعة في وزارة الصحة ل "الوطن"، عن اتجاه الوزارة إلى دراسة مشروع يلزم المسشتفيات الأهلية بالمملكة، بساعات عمل محددة لعمليات "الأطباء الجراحين"، وساعات عمل محددة لا تتجاوز ال "8" ساعات بالنسبة لذات الأطباء، وذلك لمواجهة ما اسمته المصادر ب"أعمال الجباية" التي يمارسها بعض الأطباء، بهدف جمع أكبر قدر من المقابل المادي بغض النظر عن جودة الخدمات الصحية أو دقة العمليات الجراحية، أو الإرهاق الذي يمكن أن يتسبب في أخطاء طبية تودي بحياة الأبرياء. وأكدت المصادر على معلومة مهمة في المشروع – قيد الدراسة- مؤكدة أنها تأتي بهدف مكافحة "الأخطاء الطبية"، وسلامة المرضى، التي تسببت في العديد من الأخطاء، والتي بدورها أعطت صورة ذهنية سلبية عن مستوى الرعاية الصحية بالمملكة، من خلال التطرق الإعلامي السلبي لبعض القضايا وحجم المبالغة المهول – على حد وصفها- في المعالجة الإخبارية. وأشارت إلى أن المشروع المرتقب، جاء بعد لجوء عدد من المستشفيات في القطاع الخاص، إلى تكثيف جدول إجراء "العمليات الجراحية" على الأطباء المختصين في دوام اليوم الواحد، يتجاوز ال "18" ساعة، كما أكدت المصادر ذاتها من أن عددا من الأطباء يلجأون بقرارهم الشخصي إلى زيادة جدول عملياتهم الجراحية بهدف زيادة التقدير المالي الشهري من خارج الدوام، لتتجاوز عملياتهم الجراحية اليومية، ما يقرب من 20 عملية جراحية، وهو ما يعرضهم إلى الإرهاق الشديد، الذي بدوره ينعكس على الحالة الصحية للمرضى. كما كشفت المصادر أن الوزارة ستحدد في مشروعها عدد العمليات الجراحية التي يقوم بها "أطباء الجراحة" بشكل أسبوعي، وأن أي مخالفة ستعرض المشفى إلى عدد من الإجراءات التأديبية، دون ذكر أي تفاصيل بهذا الشأن. وكانت "الوطن" قد رصدت من خلال جولة ميدانية الأسبوع الجاري في عدد من مستشفيات القطاع الخاص بمدينة جدة تذمر عدد من مرافقي المرضى الذين يخضعون للعمليات الجراحية، وامتعاضهم الشديد من تأخر دخول أقاربهم لغرفة العمليات وبقائهم ساعات طويلة في غرف الانتظار، وكان من بين ذلك مقيم من إحدى الجاليات العربية الوافدة (م –ع)، الذي أبدى تذمره من طول فترة انتظار إجراء عملية ال "فتاق"، حيث طلبت إدارة المستشفى الخاص حضوره منذ الساعة السادسة صباحا، إلا أن الطبيب الجراح بعد – انتظار 8 ساعات تقريبا- طلب تحديد موعد آخر لإجراء عمليته الجراحية، نتيجة لإعيائه الشديد حيث قام بإجراء أكثر من 40 عملية جراحية في ذلك اليوم. من جهته أوضح اختصاصي الجراحة العامة بمستشفى الملك فهد بجدة الدكتور مؤيد الفارسي ل "الوطن" أن هناك اقتراحات لتقنين عمل أطباء الجراحة في غرف "العمليات"، وتحديدها ب 8 ساعات فقط، إلا أنه أوضح أن عمل الطبيب الجراح يعتبر "شديد الحساسية" ويخالف مهنة "الطبيب المعالج"، قائلا :"إن التدريب الذي يتلقاه الطبيب الجراح، يركز عادة إجراء عمليات جراحية على مدار ساعات عمل طويلة، لكن دون أن يتم تسجيل أي أخطاء طبية عليه".