تابع 30 اختصاصياً في جراحة القلب، من مستشفيات مناطق المملكة، أمس، جراحة لمعالجة صمامات القلب، أجريت لسيدة (44 سنة) في مركز «الأمير سلطان لمعالجة أمراض وجراحة القلب» في الأحساء. وأوضح مدير المركز رئيس الفريق الطبي الذي أجرى الجراحة الدكتور عبدالله العبد القادر، ان الجراحة التي أجراها استشاري جراحة القلب الايطالي الدكتور ماركوسولينيز، «الأولى من نوعها على مستوى الشرق الأوسط». وأوضح ان هذه النوعية من الجراحات «تُجرى لمن يعانون من تأثير التهابات الحمى الروماتيزمية، أو تقدم السن، أو الارتخاءات والارتجاع في الصمامات». وصنف العبد القادر، في تصريح ل«الحياة»، هذه الجراحة «من ضمن أحدث العمليات والخدمات الطبية على مستوى الشرق الأوسط، والمتمثلة في استخدام المناظير والجراحة المحدودة، والتي لا تتعدى ثلاثة إلى أربعة سنتيمترات في عمليات صمامات القلب»، معتبراً أنها «فتح طبي جديد، ونقطة تحول كبرى في جراحة فتح القلب، التي بدأت منذ عقود عدة، واستخدام المناشير الجراحية لإيجاد فتحة كبيرة في منتصف عظمة القفص الصدري، وما يتبع ذلك من مخاطر طبية وآثار نفسية على المريض، وبخاصة النساء، وتحديداً الفتيات». وأشار إلى ان كلفة هذه الجراحة في أوروبا «تفوق 25 ألف يورو (130 ألف ريال)، فيما لا تتجاوز في المركز، 25 ألف ريال، بسبب توجيهات نائب خادم الحرمين الشريفين الأمير سلطان بن عبد العزيز، بتوفير وتجهيز المركز وفق أعلى مستوى طبي، وتحت إشراف فريق طبي كبير»، مضيفاً ان «المركز يجري هذه الجراحات مجاناً للمواطنين السعوديين ومواطني دول مجلس التعاون الخليجي». وتزامن إجراء الجراحة مع عقد لقاء علمي، من طريق النقل التلفزيوني الداخلي (فيديوكونفرنس) في قاعة محاضرات في المركز، مكنت مجموعة من الأساتذة المدعوين من جميع أقسام جراحة القلب في المملكة، ودول الجوار، من متابعتها، ومناقشة كل من ماركو سولينيز، ورئيس أقسام جراحة القلب المفتوح في المركز الدكتور آلان أندرو (بريطاني الجنسية)، حول هذا النوع من الجراحات «النادرة»، التي تتميز ب«الدقة المتناهية». بدوره، ذكر استشاري جراحة القلب في المركز الدكتور إيهاب يحيى، ان «سولينيز، سيجري بمشاركة الفريق الطبي في المركز، على مدار يومين متتاليين، خمس جراحات لاستبدال وإعادة تكوين صمامات قلب، لمرضى منومين، تتراوح أعمارهم بين 18 و65 سنة، بينهم سيدتان، وذلك باستخدام المنظار الجراحي، ومن دون الحاجة لفتح عظمة القفص» مضيفاً: «يقلل هذا النوع من الجراحات الكلفة الاقتصادية المترتبة على بقاء المريض في المستشفى لفترة طويلة، إذ لا تتجاوز مدة إجراء الجراحة أربع ساعات». ولفت إلى ان العملية تستخدم فيها «تكنولوجيا طبية متقدمة، وعالية الدقة. ويملك أطباء المركز الخبرة الكافية للتعامل مع هذه التقنيات».