قابل تنامي خطر التنظيمات الإرهابية كتنظيم "داعش" وجبهة النصرة وغيرهما من الجماعات المتطرفة، ومطالبة خادم الحرمين الشريفين للعلماء بالاضطلاع بدورهم المنشود منهم، نموا في الخطاب الديني بوجه الحركات الراديكالية المتطرفة. وفي بحث أجرته "الوطن"، لاحظت تصاعد وتيرة الخطاب الديني ضد الجماعات الإرهابية، وفي مقدمتها تنظيم "داعش"، وصدر مؤخراً سيل من الفتاوى لأكثر من 20 عالما معتبرا معظمهم من المملكة. وبلغت حدة فتاوى العلماء الأخيرة إلى إجازة قتل المنتمين ل"داعش" ومن على شاكلتهم، مؤكدين انطباق أوصاف الخوارج عليهم، ولأن في قتلهم نجاة للأمة الإسلامية، حيث اجتمعت آراء علماء ومشايخ المملكة والعالمين العربي والإسلامي على وصف تنظيم "داعش" ومن ينهج نهجهم من الجماعات المتطرفة ب"خوارج العصر". وكان رأي مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، في داعش والجماعات المتطرفة حاداً وواضحاً حيث اعتبرهم العدو الأول للإسلام، مشدداً على أنه يصدق فيهم قول الرسول صلى الله عليه وسلم "(سيخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان، وسفهاء الأحلام، يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، فإذا لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجراً لمن قتلهم عند الله يوم القيامة). أما شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، فشدد على ضلال فكر ومنهج "داعش" وماتقوم به من سفك لدماء الأبرياء وتهجير الأقليات وترهيب للآمنين ليس من الإسلام، داعياً إلى ضرورة نشر قيم التسامح الذي دعت إليه جميع الأديان والتعايش السلمي بين بني الإنسان. أما عضو هيئة كبار العلماء السعودية الشيخ صالح بن فوزان الفوزان، فقد اعتبر أن "داعش" وغيرها من الجماعات المتطرفة على مذهب "الخوارج" ويستحقون القتل كفًّا لشرهم، واستدل بقوله صلى عليه وسلم: (أينما لقيتموهم فاقتلوهم)، وطالب العلامة الفوزان بأن يفعل علماء الأمة دورهم في التصدي لظهور المتطرفين مثل "داعش" وغيرها والإنكار عليهم، وبيان بطلان مذهبهم. ومن جهته، وصف مفتى الديار المصرية الدكتور شوقى علام تنظيم "داعش" ب"النبت الشيطانى"، مؤكداً على أنها جماعة ضالة دموية متطرفة تمثل خطرًا على الإسلام والمسلمين، وتشوه صورته، لا علاقة له بالإسلام، ووصف وسائل الإعلام الغربية له بالتنظيم الإسلامي يتعمدون فيه بقصد تشويه صورة الإسلام، مضيفاً بالقول: "إن التنظيم خالف كافة القيم الإسلامية ومقاصد الشريعة العظمى التي جاء بها الإسلام، فضلاً عن مخالفته للقيم الإنسانية المشتركة بين البشر جميعاً". يشار إلى أن من ضمن العلماء الذين أصدروا مواقف ضد تنظيم "داعش"، عضو هيئة كبار العلماء الشيخ سعد الخثلان، وزميله السابق الشيخ سعد الشثري، والذي قال: "إن الظن في مصير عناصر "داعش" هو "جهنم"، وإن بيعتهم لأبي بكر البغدادي "باطلة"، كما تضم القائمة أسماء آخرين.