فجع أهالي قرية وعلان الحدودية مع اليمن، مساء أول من أمس، بمياه السيول تجتاح قريتهم عن كاملها. "الوطن" زارت القرية التابعة لمحافظة الطوال بمنطقة جازان صباح أمس، ووقفت على "الكارثة" التي لحقت بمئات البيوت والأسر التي نزح عشرات منها إلى القرى المجاورة. وبينما أجلت لجنة حصر الأضرار أعمالها إلى ما بعد الإجازة الأسبوعية، باشرت فرق البحث والإنقاذ الأماكن المتضررة مزودة بغواصين وقوارب مطاطية. شوارع خالية ومناظر "كارثية" وصمت حاد لا يكسره إلا هدير بقايا السيل، هكذا بدت قرية وعلان الحدودية التابعة لمحافظة الطوال بجازان صباح أمس، بعد أن داهم القرية التي تسكنها مئات الأسر، سيل "العشاء" مساء أول من أمس، عقب أن غيرت العقوم الزراعية مسار سيول وادي تعشر، حيث أغرقت السيول منازل القرية وشوارعها أثناء صلاة العشاء، لتباشر بعدها فرق البحث والإنقاذ غرق منازل وعلان مزودة بغواصين وقوارب مطاطية ومدعومة بفرق من جميع محافظات المنطقة، وتم إيواء عشرات الأسر ونزحت عشرات أخرى، فيما فضلت مجموعة أسر البقاء في منازلها الغارقة لحماية ما تبقى من ممتلكاتها بعد أن أجلت لجنة حصر الأضرار، أعمالها إلى ما بعد الإجازة الأسبوعية. يقول محمد منصور أحد سكان وعلان: دخلنا المسجد لأداء صلاة العشاء وكنا نشاهد على طرف الوادي وجود دوريات السلامة وكان هناك هتان من المطر، وما إن دخلنا في الركعة الثانية من صلاة العشاء حتى تفاجأنا بانقطاع التيار وصوت هدير السيل تصاحبه صيحات النساء والأطفال، فما كان منا إلا أن قطعنا الصلاة لكننا لم نستطع العودة لأسرنا بعد أن غطت السيول شوارع القرية. وحمل عدد من أعيان القرية مسؤولية غرق منازل وعلان وشوارعها لعدد من ملاك الأراضي شرق القرية الذين أنشأوا عقوما ترابية عملاقة غيرت مسار مجرى سيل وادي تعشر تجاه المنطقة السكنية، في ظل غياب الجهات المعنية. وأثار قرار لجنة حصر أضرار السيول بتأجيل موعد أعمالها إلى ما بعد الإجازة الأسبوعية استياء عدد كبير من أسر وعلان، إذ غادرت معظم الأسر شقق الإيواء فيما رفض العديد من السكان مغادرة القرية الغارقة، وفضلوا العودة لمنازلهم وحماية ما تبقى من ممتلكاتهم من السرقة والنهب حتى تحضر اللجنة أضرار السيول. وقال حسين صولان: منازلنا لم تعد تصلح للسكنى حاليا بعد أن اجتاحتها السيول التي تحمل آفات وأمراضا وأوبئة، وتم التواصل مع الدفاع المدني لحصر الأضرار قبل إعادة تهيئتها، إلا أنهم أفادوا بأنهم سيعودن لحصرها غداً، مطالباً الدفاع المدني بسرعة حصر الأضرار ليتسنى للسكان إعادة تأهيل منازلهم. بدوره، أوضح خيرات كلاس، أحد أبناء شيخ القرية، بأن رجال الدفاع المدني وجهوا عددا من الأسر المتضررة بإخلاء منازلهم المتضررة، بعد أن وفرو إسكانا لهم، إلا أن أغلبهم رفض الخروج من منزله خشية أن تتعرض منازلهم إلى السرقة. من جهته، أوضح الناطق الإعلامي لمديرية الدفاع المدني بمنطقة جازان الرائد يحيى القحطاني في تصريح صحفي أمس، أن قرية وعلان التابعة لمحافظة الطوال حاصرتها سيول وادي تعشر وتم انتقال فرقة الطوال وتم دعمها بفرق إنقاذ وعدد من الآليات والقوارب والغواصين، مشيرا إلى أنه تم إخلاء عدد من المنازل التي تضررت جراء دخول مياه السيل بها وإيواء ساكنيها بالشقق المفروشة في المحافظة. وبين القحطاني أنه تم تشكيل لجنة من الجهات المعنية لحصر الأضرار ومعرفة الأسباب التي نتج عن دخول مياه السيل إلى القرية لمعالجتها، كما أنه تم إرسال دوريات السلامة للأودية لرفع تقارير عن الأودية وتوعية الناس. إلى ذلك، أشار القحطاني إلى أن صاعقة رعدية أصابت أحد أفراد الدفاع المدني بمركز جنوب أبوعريش أثناء تفقده جاهزية الآليات استعدادا للانتقال إلى أي حوادث تنتج عن الأمطار وتم نقله للمستشفى، فيما جرف سيل وادي صبيا مركبة بها شخصان تمكنا من الخروج من الوادي دون أي إصابات إلا أن المركبة لا زالت عالقة في مجرى الوادي نظرا لارتفاع منسوب السيل، واحتجزت السيول مركبة بنفس الوادي تمكن قائدها من الخروج من الوادي دون حدوث أي إصابات. وأضاف القحطاني: وفي أحد المسارحة احتجزت السيول أول من أمس حافلة لنقل الطالبات وتم الانتقال للموقع وسحب الحافلة من قبل الفرقة بواسطة الشيول دون حدوث أي إصابات وتم تسليم الحافلة لقائدها.