الشعور بالاكتئاب والتضايق من تغيير النمط الذي اعتاده "الفرد" خلال إجازة الصيف، مع الأسبوع الأول من "الدوام" لدى الطلاب، والموظفين، وأولياء الأمور، هو شعور "طبيعي" نتيجة توترات العام الدراسي الجديد، إذ يصيب هذا الشعور معظم الأفراد، بغض النظر عن فئاتهم العمرية، أو حالتهم الاجتماعية والتعليمية. هذا ما أوضحته أستاذ علم النفس المشارك بجامعة الملك خالد الدكتورة بشرى إسماعيل، التي أشارت أيضاً إلى أن تلك الحالة يمكن تسميتها "باكتئاب أو قلق العام الدراسي الجديد"، والذي يشكل مرحلة انتقالية من الاستمتاع بالإجازة، وما يتبعها من سهر وسفر ونوم، إلى العودة مجددا إلى الروتين المعهود الذي يصاحبه عادة نوم مبكر، والبعد عن وسائل الترفيه. كما بينت أن تلك الحالة تصيب البعض من الآباء نتيجة للشعور بالضغط المادي، وضرورة توفير متطلبات الأبناء، أو ازدحام الارتباط بالالتزامات، مثل توصيل الزوجة، والأبناء في مواعيد محددة قد تأخره عن مواعيد عمله. كما بينت بشرى أن من أهم الأعراض الجسدية المصاحبة للاكتئاب في أول أسبوع من الدوام، فقدان الشهية، أو انفتاح الشهية، وذلك يختلف حسب نمط الشخصية، إضافة إلى اضطرابات النوم، أو صعوبة النوم، بالإضافة إلى عسر الهضم، وعبوس الوجة، وبطء الحركة، مع الصداع أو آلام الشقيقة عند البعض. وشددت على أهمية دور مؤسسات الدولة في التوعية حول هذا الموضوع المهم الذي يهم كل أسرة، ولفتت إلى دور المدارس، والجامعات في التوعية الشاملة من خلال تفعيل الأسبوع الإرشادي للطلاب والطالبات وأولياء الأمور والمعلمين، وأعضاء هيئة التدريس، بحيث يتخلل ذلك أنشطة ترفيهية وندوات وتعارف، مع شرح مبسط لطبيعة الحياة المدرسية والجامعية، مطالبة بأن يكون هناك، وبداخل كل مدرسة، مركز "إرشاد نفسي" يشرف عليه متخصصون لتقديم الخدمات الإرشادية والعلاجية للحالات التي تحتاج لذلك.